نهاراً وليلاً
أفاقت في منتصف الليل لتفاجأ بوجوده في منزلها ساعياً لسرقة كل ما هو باهظ الثمن وخفيف الوزن، وعند رؤيته لها شرع بالانهيال عليها ضرباً لإسكات صراخها الذي ما برح أن علا أكثر فأكثر مما اضطره للهروب تحسّباً لأية احتمالية بالقبض عليه.
قصة قد تبدو مألوفة لمسامعنا، فالعالم لم يعد بالمكان الآمن الذي به يتمتع البشر بالأمان وراحة البال، فتارة نستمع إلى رويات عن أناس يسطون على البنوك ويحتالون على كثيرين، وتارة أخرى نستمع إلى روايات تتضمن محاولات البعض لسرقة ما لدى الغير، أو محاولات البعض للاعتداء على الغير مادياً ونفسياً وحتى جسدياً، وروايات قد نكون نحن من أبطالها، وقد نكون في خوفنا قد أخفيناها عن كثيرين لسبب نحن وحدنا نعلمه. لكن سواء كنا أبطالاً لإحدى تلك الروايات أم لا، فلنسأل أنفسنا السؤال التالي: أين الأمان في عالمنا اليوم، وأين من الممكن التمتع بالحفظ والصون في ذهابك وإيابك في هذه الحياة؟
اقرئي (مزمور 121 : 1 – 3 ، 5 – 8): "أرفع عيني إلى الجبال، من حيث يأتي عوني! معونتي من عند الرب، صانع السموات والأرض. لا يدع رجلك تزلّ. لا ينعس حافظك." "الرب حافظك. الرب ظل لك عن يدك اليمنى. لا تضربك الشمس في النهار، ولا القمر في الليل. الرب يحفظك من كل شر. يحفظ نفسك. الرب يحفظ خروجك ودخولك من الآن وإلى الدهر."
في وسط عالم ليس بالإمكان وضع الثقة به للتمتع بالحماية والأمان، فلنضع ثقتنا بالخالق العظيم معطي الأمان، الذي وعد بأن يقينا من كل شر، وبأن يحفظ ذهابك وإيابك ليلاً ونهاراً من الآن وإلى الأبد.