كم من الوقت استغرق الكتاب المقدس في كتابته؟
وكم شخص اشترك في كتابة الأسفار المقدسه ؟
وما هي لغة الأسفار المقدسه؟؟
باستثناء سفر أيوب نستطيع أن نقول أن الكتاب المقدس
كُتِب خلال 1600 عامًا..
كَتَبَ موسى أول خمسة أسفار نحو 1500 ق.م.
وكَتَبَ يوحنا الحبيب آخر سفر وهو سفر الرؤيا سنة 96م.
والكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الفريد
الذي استغرقت كتابته نحو ستة عشر قرنًا من تاريخ البشرية..
فهل له مثيل أو شبيه؟!
كلاَّ
- كم شخص اشترك في كتابة الأسفار المقدسة؟
اشترك في كتابة الأسفار المقدسة أكثر من أربعين كاتبًا
جميعهم من اليهود ماعدا شخص واحد من الأمم
وهو لوقا الإنجيلي الطبيب الأنطاكي..
جميع الكتَّاب بلا استثناء من القديسين الذين أرضوا الرب بحياتهم الصالحة،
ودافعوا عن المبدأ حتى الاستشهاد،
وبعضهم صنع الرب على يديه المعجزات الباهرات.
. أكثر من اثنين وثلاثين كاتبًا اشتركوا في كتابة العهد القديم
الذي يشمل 46 سفرًا بدء من سفر التكوين حتى سفر ملاخي
بما فيها الأسفار القانونية الثانية، وثمانية كتَّاب سجلوا لنا العهد الجديد
الذي يشمل 27 سفرًا،
وهم متى ومرقس ولوقا ويوحنا وبولس ويعقوب وبطرس ويهوذا.
ومع كثرة عدد الكتَّاب فالأمر العجيب
إن الكتاب المقدس يقدم نسيجًا متكاملًا
ووحدة واحدة متكاملة تحمل فكرًا وخطًا واحدًا بلا تضارب ولا تناقض.
وهذا يقودنا الي السؤال الثالث ..
هل كتب جميع الكتَّاب في منطقة واحدة؟
كلاَّ..
إنهم كتبوا في أماكن مختلفة ومناطق عديدة
شملت القارات الثلاث المعروفة آنذاك..،
فقد كَتَبَ موسى في صحراء سيناء،
وكتب يشوع وسط المعارك الدائرة على أرض الموعد،
وداود في مراعي فلسطين،
وسليمان في قصور الملك، ودانيال في أرض بابل،
ومرقس في أرض مصر وروما،
وبولس في عدَّة مدن في أوروبا،
ولوقا أثناء رحلاته مع بولس الرسول برًا وبحرًا ،
ويوحنا في جزيرة بطمس وهلم جرَّا،
ومع إن الكتَّاب كتبوا في أماكن عديدة متباعدة
لكن كان لهم الفكر الواحد فجاءت كتاباتهم جميعًا متناسقة ومتكاملة.
وقد كُتِب العهد القديم باللغة العبرية
وأجزاء قليلة باللغة الآرامية
(عز 8:4 -18:6، 7: 12-26، أر 11:10، دا 4:2 - 28:7)
كما وُجِدت بعض المفردات الآرامية في أسفار أستير،
ونشيد الأنشاد، وحزقيال، ويونان.
واللغة العبرية هي اللغة الأصلية لليهود،
وهي نسبة إلى إبراهيم العبراني،
والخط العبري هو أحد أشكال الكتابة الفينيقية،
وكان يُكتَب على شكل حروف متراصة يفصل بين كل حرف وآخر
مسافة شعرة، وإذا انتهى السطر
ولم تكتمل حروف الكلمة الأخيرة من هذا السطر
تستكمل في السطر التالي،
وتعتبر اللغة العبرية إحدى اللغات السامية،
وتُكتَب مثل العربية من اليمين لليسار،
وظلت هي اللغة المستخدمة حتى القرن السادس قبل الميلاد،
ولكن بعدما سُبيت مملكة يهوذا إلى بابل بيد نبوخذ نصر
وعاش الشعب اليهودي في السبي سبعين عامًا،
اختلطت لغة أهل بابل بلغته فنتج عن ذلك اللغة الآرامية
التي تكلم بها الشعب اليهودي بعد العودة من السبي،
حتى إنه عندما قُرأت عليهم الشريعة باللغة العبرية
كان هناك من يُترجم لهم باللغة الآرامية،
وفي القرن الأول الميلادي صارت هناك لغتان للآرامية الأولى
التي يتكلم بها اليهود،
والثانية التي يتكلم بها أهل الرها وهي ما عُرِفت بالسريانية.
أما العهد الجديد فقد كُتِب باللغة اليونانية التي كانت أوسع
انتشارًا، ماعدا إنجيل متى الذي كُتِب باليونانية والآرامية،
ولأن العهد القديم كان قد تُرجم في الإسكندرية
من العبرية إلى اليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد،
فلذلك تسلَّمت الكنيسة الأولى العهد القديم
وجمعت عليه العهد الجديد
وبذلك صارت اللغة السائدة للعهدين هي اليونانية.
إذا ما هو السرُّ في وحدة الكتاب المقدس
بهذه الصورة العظيمة، رغم كثرة عدد الكتَّاب،
ورغم اختلاف الأماكن والأزمنة والبيئات والثقافات
والأعمال والوظائف واللغات..الخ؟
ج: يرجع السرُّ في وحدة الكتاب المقدس
بهذه الصورة الرائعة إلى روح الله القدوس
الذي كان يهيمن على الكتّاب دون أن يسلبهم
شخصياتهم، فالروح القدس هو الذي كان يُوحي
لهم ويعصمهم من الخطأ أثناء الكتابة..
حقًا إن "كل الكتاب مُوحَى به من الله" (2تي 16:3)
ومادام مصدر الوحي واحدًا
فإن جميع ما جاء بين ضفتي الكتاب
كان منسجمًا وله الفكر الواحد
" لأنه لم تأتِ نبوَّة قط بمشيئة إنسان
بل تكلَّم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس"
(2بط 21:1)
حقًا إن الروح القدس هو "الناطق في الأنبياء"
فهذا ما تعلمه لنا الكنيسة في قانون الإيمان.