"أبعد إلى العمق" (لو5: 4)
-----------
+ الدخول إلى العمق، هو أمر إلهي موجه إلى كل انسان في كل مكان
وكل زمان، ولكل سن في عمر الإنسان.
+ والإنسان الروحي "عميق" و "دقيق"، في كل شيء،
حياته الروحية تبتعد عن السطحية والشكلية والأمور الهامشية (التافهة)
والمظهرية الخادعة للنفس والناس.
وينشغل بما هو أعمق روحياً، وأكثر فائدة له ولغيره.
+ وإذا كان الشرير عميقاً في شره وخبثه ودنسه
ويستخدم ذكاءه ودهاءه في الغش والتزوير والإحتيال والشر.
فإن الروحي عميق في مجالات أخرى منها ما يلي:-
1- التعمق في محبة الله: بالتأمل في صفاته، وعمله العظيم معنا
وقراءة كلماته، وعبادته بحب وشكر دائم.
2- العمق في الصلاة: صلاة بحب وليست كتقضية واجب (فرضاً على الإنسان).
"من الأعماق صرخت إليك يارب ..... " (مز13: 1).
"من عمق قلبي طلبتك" (مز119)
3- العمق في الصوم: ليس مجرد امتناع عن طعام
ولكن التدريب على ترك الخطية المحبوبة
والتدريب على اكتساب فضيلة جميلة ومرغوبة ومحبوبة.
4- العمق في التأملات الروحية:
ليس العمق في كثرة ما نقرأ، ولكن في فهمه وحفظه في القلب وتنفيذه بحب.
5- العمق في العطاء: ليس المهم مقدار ما تعطي
وإنما بحب وبنية صالحة وبعمق المشاعر التي تعطي.
والعطاء بفرح وبشكر، وعطاء كل شيء حتى النفس الآخير (كالشهداء)
والعطاء في الخفاء، والعطاء حتى للأعداء المحتاجين، والعمق في العطاء وبتكريس القلب
والفكر لله.
6- العمق في الخدمة: في أماكن بعيدة ومتعبة (2كو6: 11)
كالقرى – والأماكن العشوائية.....
+ يقول قداسة البابا شنودة الثالث:
"البعض قد يقيس نجاح الخدمة بمقاييس خاطئة، كالعدد الكبير للمخدومين
وكثرة الأنشطة، ونمو المعرفة الدينية، أو التنظيم ....
ولكن العمق يكون في قيادة المخدومين إلى التوبة
ومحبة الله، وليس في المظهرية، وإنما هو العمق
فقد يوجد خادم بلا فصل، وخدمته أعمق من غيره" .
+ أخوتي/ أخواتي
فلندرب أنفسنا على التعمق في كل أمور حياتنا
العملية والروحية وفي الفضائل وفي الإيمان، ووسائط النعمة، والحكمة...