في حديث مع الشابات بكنيسة الشهيد مارجرجس بإسبورتنج تحدث أبونا الحبيب القس جرجس سامي عن ذكريات بعيدة لحدث تم بالكنيسة فقال:منذ سنوات طويلة كنا نجد
صعوبة شديدة في نقل أطفال مدارس التربية الكنسية من منازلهم إلى الكنيسة، إذ نادرًا ما نجد أحد الخدام يملك سيارة. وكانت إحدى الشابات محبة للَّه جدًا، تكلفت
بالمساهمة في هذه الخدمة الأسبوعية.كان والدها لا علاقة له باللَّه. وفي أحد الأيام وجد ابنته تستعد للخروج في وقت الظهيرة فسألها عن السبب. مع معرفتها بأفكار
أبيها وهجومه على كل ما يمس الدين، قالت له بكل صراحة: "أنا سأذهب لإحضار الأطفال إلى مدرسة التربية الكنسية".ثار الأب جدًا وبدأ يسب ويلعن ثم أمسك
الأسبوع لخلاص أبيك".امتلأ قلب الفتاة سلامًا وقررت تنفيذ ما سمعته من الكاهن. أغلقت باب حجرتها وبدأت تصلي من أجل والدها وكانت تصنع مطانيات من
أجله. كان والداها يتوقعان ثورة ابنتهما وكآبة وجهها، لكن على العكس لاحظا ابتسامتها وسلامها الداخلي ورقتها في التعامل معهما ، في ليلة اليوم السابع، بينما
الفتاة في حجرتها تصلي لأجل والدها، إذا بها تجد والدها يقرع على الباب، ففتحت له وإذ به يحتضنها وهو يبكي قائلاُ:"سامحيني يا بنتي!" دُهشت الفتاة جدًا،
وتجاوبت معه بروح الحب وهي صامتة.قال لها والدها: "الليلة وأنا نائم رأيت نفسي في حُلم وكأني في أتون نار جهنم. كنت أصرخ من شدة النار. فجأة تطلعت
فرأيتُكِ من بعيد تقفين وبجوارك ملاك. في لحظات أسرع الملاك نحوي، وناداني فخرجت من النار. قال لي: تعال، فإنك قد خرجت من هذه النار بصلوات ابنتك
التي أرسلَتني إليك. والآن يا ابنتي لن أمنعك من أية ممارسة للعبادة أو الخدمة". هكذا غيّرت صلوات الفتاة حياة أبيها ومستقبله الأبدي. عِوض التذمر آمنت
بالسلطان الذي بين يديها، تصلي فتستجيب السماء، وتهبها أكثر مما تسأل وفوق ما تطلب