اﻟﺒﻴﻀﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ
ﻭﻟﺪ ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ ﺑﺠﺴﺪ ﻣﺘﻬﺎﻟﻚ ﻭﻋﻘﻞ ﺑﻄﻲﺀ. ﻛﺎﻥ
ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻋﺸﺮ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ.
ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﻣﺪﺭﺳﺘﻪ، ﺩﻭﺭﻳﺲ ﻣﻴﻠﻠﺮ،
ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﻣﻨﻪ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻓﻲ
ﻣﻘﻌﺪﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻌﺎﺑﻪ ﻳﺴﻴﻞ، ﻭﻳﺼﺪﺭ ﺃﺻﻮﺍﺗًﺎ
ﻣﺰﻋﺠﺔ. ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﻥ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ
ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﻬﻮﻡ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﻭﻣﻀﺔ ﻧﻮﺭ ﺗﺘﺨﻠﻞ ﻇﻼﻡ ﻋﻘﻠﻪ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ
ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺇﻏﻀﺎﺏ ﻣﺪﺭﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ
ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ.
ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﺳﺄﻟﺘﻬﻤﺎ ﺃﻥ
ﻳﺤﻀﺮﺍ ﻟﻴﻘﺎﺑﻼﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻞ
ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻓﻮﺭﺳﺘﺮﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﻤﺎ ﺩﻭﺭﻳﺲ: ﺇﻥ ﻣﻜﺎﻥ ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﻃﻔﺎﻝ
ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ.
ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺎﺭﻕ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻤﺮﻩ
ﻭﻋﻤﺮ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ.
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻷﻡ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻷﺏ ﻗﺎﺋﻼ:
ﺁﻧﺴﺔ ﻣﻴﻠﻠﺮ، ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻟﺬﻭﻱ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﺻﺪﻣﺔ
ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﺠﻴﺮﻳﻤﻲ ﺇﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ. ﻧﺤﻦ
ﻧﻌﻠﻢ ﺇﻧﻪ ﻳﺤﺐ ﻣﺪﺭﺳﺘﻪ ﺟﺪًﺍ.
ﺟﻠﺴﺖ ﺩﻭﺭﻳﺲ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺣﻼ،
ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺪﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ،
ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺑﺮﻭﺩﺗﻪ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺘﺴﺮﺏ ﺇﻟﻲ ﺭﻭﺣﻬﺎ. ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ ﺍﻷﺑﻮﻳﻦ، ﻓﻬﻮ ﺍﺑﻨﻬﻤﺎ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻭﻣﺼﺎﺏ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﻌﻀﺎﻝ. ﻭﻟﻜﻦ
ﺑﻘﺎﺀﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻟﻴﺲ ﻋﺪﻝ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻟﻦ ﻳﺘﻌﻠﻢ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻗﻂ. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺫﻥ؟
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ
ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ: ﻫﺄﻧﺬﺍ ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻲ
ﻣﺸﺎﻛﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻻ ﺷﻲﺀ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ، ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﺍﺭﺟﻮﻙ
ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻷﺻﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﺒﺮًﺍ ﻣﻊ ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ. ﻣﻨﺬ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺟﺎﻫﺪﺓ ﺑﺄﻥ ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ
ﺿﻮﺿﺎﺀ ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ ﻭﺗﺤﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻼﺷﻲﺀ.
ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ، ﺃﺧﺬ ﻳﻌﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ ﻭﻫﻮ
ﻳﺠﺮ ﻗﺪﻣﻪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺔ ﺧﻠﻔﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ
ﺳﻤﻌﻪ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻛﻠﻪ: ﺃﺣﺒﻚ ﻳﺎ ﻣﻴﺲ ﻣﻴﻠﻠﺮ. ﺿﺤﻚ
ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺿﺤﻜﺎﺕ ﻣﻜﺘﻮﻣﺔ ﻭﺍﺣﻤﺮ ﻭﺟﻪ
ﺩﻭﺭﻳﺲ ﺧﺠﻼً، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺘﻠﻌﺜﻢ: ﻫﺬﺍ ﻟﻄﻴﻒ ﻣﻨﻚ
ﺟﺪًﺍ ﻳﺎ ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ، ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﻋﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﺍﻵﻥ.
ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﺍ ﺑﺤﻤﺎﺱ
ﻋﻦ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ. ﻗﺼﺖ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﺭﻳﺲ
ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻳﺴﻮﻉ، ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﺰﺩﻫﺮﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ،
ﻭﺍﻋﻄﺖ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ﺑﻴﻀﺔ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻗﺎﻟﺖ
ﻟﻬﻢ: ﺍﻵﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺗﺤﻀﺮﻭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪ ﻭﺑﺪﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ
ﺷﻲﺀ ﻳُﻈﻬﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ. ﻫﻞ ﺗﻔﻬﻤﻮﻥ؟
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺤﻤﺎﺱ: ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﻣﻴﺲ ﻣﻴﻠﻠﺮ، ﻋﺪﺍ
ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ. ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺑﺘﺮﻛﻴﺰ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ
ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻗﻂ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ، ﻟﻢ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻨﻪ ﺃﻱ
ﻣﻦ ﺍﻻﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ. ﻫﻞ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﻋﻦ
ﻣﻮﺕ ﻳﺴﻮﻉ ﻭﻗﻴﺎﻣﺘﻪ؟ ﻫﻞ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ؟ ﺭﺑﻤﺎ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻮﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﺗﺸﺮﺡ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ.
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺍﻧﺴﺪ ﺣﻮﺽ ﻣﻨﺰﻝ ﺩﻭﺭﻳﺲ.
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺍﻧﺘﻈﺮﺗﻪ ﺳﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ
ﺣﻀﺮ ﻭﺃﺻﻠﺤﻪ. ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ
ﻻﺑﺘﻴﺎﻉ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻛﻲ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ، ﻭﺍﻋﺪﺍﺩ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ. ﻭﻫﻜﺬﺍ
ﻧﺴﺖ ﺩﻭﺭﻳﺲ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻮﺍﻟﺪﻱ ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ.
ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، ﺣﻀﺮ 19 ﻃﻔﻞ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﻭﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻭﻫﻢ
ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻓﻲ ﺳﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺼﺎﻑ
ﻓﻮﻕ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﺲ ﻣﻴﻠﻠﺮ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ، ﺣﺎﻥ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﻴﺾ. ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺟﺪﺕ
ﺩﻭﺭﻳﺲ ﺯﻫﺮﺓ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺟﻴﺪ، ﻓﺎﻟﺰﻫﺮﺓ ﻫﻲ
ﻋﻼﻣﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﺮﺯ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻣﻦ
ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ، ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻗﺪ ﻫﻞ. ﺭﻓﻌﺖ
ﻃﻔﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ:
ﻫﺬﻩ ﺑﻴﻀﺘﻲ ﻳﺎ ﻣﻴﺲ ﻣﻴﻠﻠﺮ.
ﺃﺣﺘﻮﺕ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ
ﺑﺪﺕ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ. ﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﺩﻭﺭﻳﺲ ﻭﻗﺎﻟﺖ:
ﻧﻌﺮﻑ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﺩﺓ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻭﺗﻨﻤﻮ ﻭﺗﺘﺤﻮﻝ
ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ، ﻧﻌﻢ، ﻫﺬﻩ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﺃﻳﻀًﺎ. ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺟﻮﺩﻱ ﺑﻔﺨﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ:
ﻣﻴﺲ ﻣﻴﻠﻠﺮ، ﻫﺬﻩ ﻟﻲ. ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﺪﺕ
ﺩﻭﺭﻳﺲ ﺻﺨﺮﺓ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺤﻠﺐ. ﺷﺮﺣﺖ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ
ﺍﻟﻄﺤﻠﺐ ﺃﻳﻀًﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﻭﺗﺤﺪﺙ ﺑﻴﻠﻠﻲ
ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﺑﻲ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﺩﻭﺭﻳﺲ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ، ﺳﻜﺘﺖ،
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﻓﺎﺭﻏﺔ. ﻭﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻻﺑﺪ
ﻭﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻴﻀﺔ ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ، ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ
ﻃﻠﺒﺘﻪ. ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﻭﺗﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ.
ﻭﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﺣﺮﺍﺟﻪ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ
ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻭﻣﺪﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﺘﻔﺘﺢ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ. ﻓﺠﺄﺓ
ﺗﺤﺪﺙ ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ: ﻣﻴﺲ ﻣﻴﻠﻠﺮ، ﺃﻟﻦ ﺗﺘﺤﺪﺛﻲ ﻋﻦ
ﺑﻴﻀﺘﻲ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﺩﻭﺭﻳﺲ ﺑﺎﺭﺗﺒﺎﻙ: ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺎ
ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ ﻓﺎﺭﻏﺔ. ﻧﻈﺮ ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ ﺇﻟﻰ
ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺮﻗﺔ: ﻧﻌﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﺮ ﻳﺴﻮﻉ
ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﺎﺭﻏًﺎ.
ﻓﺠﺄﺓ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺰﻣﻦ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ
ﺩﻭﺭﻳﺲ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺘﺘﺤﺪﺙ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎﻟﺖ
ﻟﻪ: ﻭﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻓﺎﺭﻏًﺎ.
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ: ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ، ﻗُﺘﻞ ﻳﺴﻮﻉ
ﻭﻭﺿﻌﻮﻩ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺑﺎﻩ ﺃﻗﺎﻣﻪ.
ﺿﺮﺏ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﻔﺴﺤﺔ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ
ﺑﺤﻤﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻓﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﺑﻜﺖ ﺩﻭﺭﻳﺲ
ﻭﺫﺍﺏ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﺗﻤﺎﻣًﺎ.
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ، ﻣﺎﺕ ﺟﻴﺮﻳﻤﻲ. ﻭﺍﻧﺪﻫﺶ
ﻛﻞ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻟﻮﺩﺍﻋﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ 19 ﺑﻴﻀﺔ
ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺪﻭﻗﻪ. ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﺎﺭﻏﺔ.
تــــم نقـــل هذا المنتدي إلي موقع آخــــر ... 
الأربعاء يوليو 23, 2014 9:21 pm
