رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 18519 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 العمر : 51 الموقع : لبنان
| موضوع: عن التوبة - الجمعة يوليو 25, 2014 10:46 am | |
| عن التوبة -
رسالتان للقديس أمبروسيوس أسقف ميلان يسوع في صداقته معك.
1. يعكس جماله علينا عندما تصادق إنسانًا سرعان ما تكتشف أخطاءه، أما ربنا يسوع فسرعان ما يعلن لك عن جمال خاص فيك أنت لم تعلمه. ففي صداقته مع المرأة السامرية الزانية، لم يجرح مشاعرها بدعوتها زانية، بل قال لها: "أذهبي وأدعي زوجك" (يو 4: 16). ولما اعترفت بحقيقة وضعها رأى فيها فضيلة الصدق: "حسنًا قلت ليس لي زوج" (يو 4: 17). وفي لقائه مع المرأة الزانية، لم يمنعها من تقبيل قدميه، تلك التي أنف سمعان الفريسي أن تدخل بيته، ولو في حضرة ربنا يسوع. أما يسوع فدخل في قلبها، ورأى فيه حبًا، "قد غُفرت خطاياها الكثيرة، لأنها أحبت كثيرًا" (لو 7: 47). والعشار الذي يستنكف الكل من زيارته، زاره الرب في بيته ورأى في قلبه اشتياقًا للخير. واللص الذي أراد المجتمع أن يتخلص منه على الصليب، فتح الرب له أبواب فردوسه، ورأى فيه إيمانًا يفوق إيمان الكل. يا له من صديق!! وأي صديق، يقبل إليه الخطاة الذين شعروا بخطيتهم ليصنع معهم بديلاً، يحمل نجاساتهم وخطاياهم في جسده على الصليب ويعطيهم برّه وقداسته، "لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار" (رو 5: 6). "فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره (2 كو 8: 9). فأنت كإنسانٍ، كيف تقدر أن تسلك في حياة القداسة، أو هل تستطيع أن تنفذ وصاياه الصعبة: محبة الأعداء، عدم الغضب باطلاً، محبة الجميع الخ. إنها وصايا صعبة، بل ومستحيلة بالنسبة للطبيعة البشرية. لكن ربنا يسوع في صداقته معك يعطيك إمكانية جديدة. يهبك ذاته فيك ليعمل هو، وينفذ هو، فتصير الوصية الصعبة أو المستحيلة موضع لذة لك. فالنفس البشرية في ضعفها خجلت منه قائلة: "أنا سوداء... بنو أمي غضبوا عليّ" (نش 1: 5، 6). أي يا رب أنت تعلم ضعف بشريتي، اسأل كل من هم حولي فإنهم يعلمون شري. أما هو فيناجيها بعد لقائها معه وانعكاس جماله عليها قائلاً: "ها أنتِ جميلة يا حبيبتي. ها أنتِ جميلة. عيناك حمامتان" (نش 1: 15). أخي، لا تخف، بل افتح أبواب قلبك لربنا يسوع، وأتركه يعمل فيك، دون أي تهاون من جانبك، إذ لا يعمل في الكسالى. يسوع في هذه اللحظة يبحث عنك ويجري وراءك، يريد مصادقتك ليعكس جماله عليك "صوت حبيبي هوذا آت ظافرًا على الجبال قافزًا على التلال... هوذا واقف وراء حائطنا، يتطلع من الكوى، يوصوص من الشبابيك. أجاب حبيبي، وقال لي: قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي... يا حمامتي في محاجئ الصخر، في ستر المعاقل. أسمعيني صوتك، لأن صوتك لطيف، ووجهك جميل" (نش 2: 8-14). وعندما ترفض أن تفتح، يلاطفها، مظهرًا احتياجه وعشقه لها، لعل أحشائها تحن وتقبله. " قد سبيتي قلبي يا أختي العروس. قد سبيتي قلبي، بإحدى عينيك، بقلادة واحدة من عنقك. ما أحسن حبك يا أختي العروس. كم محبتك أطيب من الخمر، وكم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب. شفتاك يا عروسي تقطران شهدًا. تحت لسانك عسل ولبن ورائحة ثيابك كرائحة لبنان. أختي العروس جنة مغلقة، عين مقفلة، ينبوع مختوم" (نش 4: 9-12). وإذ تصرّ النفس على عدم قبول الرب يكشف لها أعماق حبه لها. إنه احتمل آلام الصليب من أجلها، وأسلم ذاته لأجلها (أف 5: 25، يو 15: 13). أخذ أسقامها، وحمل أمراضها (مـت 8: 17)، قائلاً لها: "افتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي، لأن رأسي امتلأ من الطل، وقصصي من ندى الليل... حبيبي مد يده من الكوة، فأنّت عليه أحشائي" (نش 5: 2-4). فتأملها في محبة ربنا يسوع لها، وقبول الصليب من أجلها، كفيل أن يحنن قلبها مهما كان متحجرًا لتفتح له وتلتقي به. 2. تناجيه ويناجيها وإذ تلتقي معه يكشف لها أسراره، وتكشف له أسرارها غير المخفية عنه. إنه يجد لذة في أن يسمع صوتها تناجيه، لأنه صوت ابنته، يريد أن يسمعها تحدثه عن أتعابها وهمومها وضعفاتها وأفراحها وتشكره على عمله معها. وما هو ألذ، يسمعها تناجيه، أنها تحبه وتعشقه، ولا تريد في قلبها آخر سواه. وأحيانًا تقف النفس في صمتٍ أمام عريسها. إنها تتحدث بلغة الفرح غير المنطوق به، والتهليل الذي لا تترجمه لغة من لغات العالم. إنها لحظات سعيدة تمتلئ فيها النفس من حب الله، فينمو حبها له أكثر. وعندئذ يكشف لها أعماق حلاوة لاهوته وعذوبة الوجود معه ويظهر لها ذاته (يو14: 21)، تتحول العبادة إلى لذة وفرح بالرغم مما فيها من آلام أو مضايقات أو أتعاب. أعزائي... ربنا يسوع يريد صداقتنا، قائلاً: "لا أعود أُسميكم عبيدًا، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده. لكن قد سميتكم أحباء، لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يو 15: 15). إنه يفرح حين يجدنا، بل ويطلب من السمائيين أن يفرحوا معه: "افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال". (لو 15). إنه يشتاق إلينا، ويريد أن يحفظنا، حتى لا يهلك أحد منا (يو 17: 12؛ 6: 37). لكننا كثيرًا ما نبخل عليه، بل نبخل علي نفوسنا بالوقفة الهادئة أو الجلسة السرية بعيدًا عن العالم ومشاكله وأتعابه وملذاته ومباهجه، لنلتقي مع صديقنا ربنا يسوع. كثيرًا ما نبكم ألسنتنا عن أن تردد اسمه، أو قلوبنا عن أن تناديه في أي مكان ما. يسوع يطلب خيرك يسوع في حبه لأصدقائه، يحب بلا حدود، ولا عتاب ولا يعود يذكر لنا الخطية التي ندمنا عنها. لكنه كأبٍ محبٍ يطلب خيرنا، فكثيرًا ما يسمح بتأديبنا، لا انتقامًا بل حبًا. "إني كل من أحبه أوبخه وأؤدبه، فكن غيورًا وتب" (رؤ 3: 19). إنه قد سدد الدين على الصليب، لكن يؤدب لكي يزكي إيمان أولاده، أو يمرر الخطية في أفواههم، أو لكي يشعروا بغربتهم في هذه الحياة أو لسبب آخر. فهو كنورٍ لا يضيره شيئًا أن رفضناه وأحببنا الظلمة أكثر منه، لكنه كأبٍ يؤدبنا إشفاقًا علينا، وفي تأديبه أيضًا لا يحرمنا من عطفه: "شماله (أي يد التأديب) تحت رأسي، ويمينه تعانقني" (نش 2: 6). بلا شك أمثال هذه المشاعر وأكثر منها، قد ملأت قلب القديس أمبروسيوس، مختبرًا حب الله للخطاة، وطول أناته على الأشرار، ورغبته الأكيدة في الوصول بكل نفسٍ إلى العشرة معه والحياة به وفيه، فسجل لنا هذه المشاعر بقدر ما استطاع قلمه أن يعبر في هذين الكتابين. إنهما رسالتان عن التوبة، الأولي وجهها القديس أمبروسيوس إلى أتباع نوفاتيوس الذين رفضوا قبول توبة الذين أنكروا الإيمان نتيجة الخوف من العذابات أو غيرهم ممن ارتكبوا خطايا لا تقبل التوبة عنها في نظرهم، وهي رسالة تكشف لنا جميعًا عن مقدار حب الله للخطاة، وفتحه أبواب الرجاء بلا حدود، وسهولة طريق التوبة والرجوع إلى الله. والثانية وجهها إلينا نحن الخطاة لئلا نستهين بمراحم الله، ونحول الرجاء في التوبة إلى فرصة للتراخي والتأجيل.
| |
|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 17886 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: عن التوبة - الجمعة يوليو 25, 2014 10:49 am | |
| | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 18519 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 العمر : 51 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: عن التوبة - الجمعة يوليو 25, 2014 1:28 pm | |
| | |
|
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
| موضوع: رد: عن التوبة - الجمعة يوليو 25, 2014 7:38 pm | |
| | |
|
بنت تماف ايرينى نائب المديرالعام
عدد المساهمات : 1296 تاريخ التسجيل : 07/07/2014
| موضوع: رد: عن التوبة - السبت يوليو 26, 2014 2:23 pm | |
| | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 18519 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 العمر : 51 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: عن التوبة - الثلاثاء يوليو 29, 2014 11:07 am | |
| | |
|