تعاون المذاهب المسيحية فى التقاسم المشترك
أن تعاون المذاهب المسيحية فى مصر فى الوصول إلى وحدة فى الرأى والفكر هو أمر ضرورى خاصة فى النقاط التى تتعلق بالتعامل مع الدولة. فمن الأفضل بالنسبة للكنيسة أن تعاملها الدولة على أنها كنيسة موحدة بإعتبار أن وحدة الكنيسة من وحدة الوطن وأن السعى لوحدة الكنيسة ورفض الإنقسام والإنشقاق بها هو مطلب مقدس يجب أن نسعى لتحقيقه. وأرى أنه لأمر طيب لو أجتمعت المذاهب المسيحية الثلاثة ( الأرثوذكسية والكاثولوكية والإنجيلية ) بصفة دورية للوصول إلى أتفاق موحد فيما يخصها من تقاسم مشترك نحو بعضها البعض ونحو تعاملها مع الدولة. ومن الأمور التى يجب تناولها للوصول إلى أتفاق بشأنها أذكر :
- المشاركة فى وضع قانون دور العبادة الموحد الذى رفضته الكنائس الأرثوذكسية والكاثولوكية والإنجيلية فى اجتماعها بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة فى 15 يونية من هذا العام .
- الأشتراك فى بناء أدوار عبادة للأسر المسيحية مختلطة الطوائف يتم ممارسة الشعائر الدينية بها فى نقاط الإتفاق وان تكون تعاليمها على أساس معالم الكنيسة الأولى ومن بينها العدالة الإجتماعية التى تعد مطلب عام بين المواطنين هذه الأيام يجب أن تسعى الكنيسة الموحدة فى تنسيق وتعاون بينها بالعمل بمبادئها على العاملين بها ثم التوعية بها فى قدوة صالحة بين الرعية خاصة بين رجال الأعمال والمحتاجين إلى عمل.
- القيام بأعمال مشتركة كوضع كتب مشتركة ليس فى نقاط الإتفاق فقط بما تتيح كل طائفة بالإستفادة بعمل الروح القدس بالطائفة الأخرى بل فى نقاط الإختلاف أيضاَ تتضمن الرأى والرأى الآخر.
- إقامة منتديات حوار حول تدعيم نقاط الإتفاق والوصول إلى أتفاق حول نقاط الأختلاف بين المذاهب المسيحية على أن تجيب تلك المنتديات على التساؤلات المختلفة فى حوار بناء يراعى الرأى والرأى الآخر وبقاء المحبة رغم الأختلاف.
- إنشاء جمعيات مشتركة تضم الرعية بالمذاهب الثلاثة يتم تحديد عملها والتوعية بها بين الرعية كجمعيات خاصة بالتشغيل وإقامة الدورات التدريبية للتأهيل للعمل وإعطاء قروض لإقامة المشاريع الخدمية أو الإستثمارية التى تحقق العدالة الإجتماعية والإستفادة من الأمكانيات التى تخصصها الدولة فى هذا الشأن.
- توحيد الخطاب الدينى فى كل طائفة وكذلك فى التقاسم المشترك بينها للنهوض بمستوى الكلمة الملقاه على المنابر وذلك بعد مراجعاتها، ووضع المناهج الدينية المدرسية على هذا الأساس ومراعاه تدعيمها بالموضوعات التى تحث على حب الوطن والمواطنة وعدم التعصب والتطرف وقبول الآخر والتى تؤهل لبناء مواطن صالح .
- الإتفاق على الأحوال الشخصية للرعية فى المذاهب المسيحية المختلفة، خاصة بالنسبة للطلاق وطلب الزواج الثانى بما لا يتيح تغيير المذهب أو الطائفة أو الدين .
- النهوض بالخدمات الكنيسية للفتيات تحت سن العشرين فى المذاهب المسيحية المختلفة لمنع الإنزلاق فى تيار الإنحراف العاطفى الذى قد يؤدى إلى نتائج غير مرغوبة فيها، فالوقاية خير من العلاج.
أن تعاون المذاهب المسيحية فى التقاسم المشترك بينها هو أمر بلا شك سيعود بالنفع فى تحقيق تعاون مماثل بين الكنيسة كوحدة واحدة والمسجد كوحدة واحدة للوصول إلى أتفاق فى الرأى . وأن إنشاء ما يسمى ببيت العائلة المصرية للوصول إلى أتفاق فى نقاط الأختلاف والقيام بأعمال مشتركة فى التقاسم المشترك فى عدم تمييز هو أمر نشجع عليه.ِ