بقدر ما تتذمّرين يتأخر
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
كانت زوجة طبيب معاق بائسة لأن زوجها كان قد اكتسب عادات سيئة جداً. فقد كان يذهب الى المقهى بعد عمله بالمستشفى، ويعود الى البيت بعد منتصف الليل، تاركاً زوجته وأولاده وحدهم النهار كله.
كانت تحتج وتكلمه كلاماً سيئاً. فيكون رد فعله التأخّر أكثر في العودة.
وهكذا وجدت نفسها في طريق مسدود. وعلمت بالأب بورفيريوس فأسرعت لمقابلته..
ولما وصلت الى كاليسيا كان الشيخ المريض قد تعب كثيراً وتوقف عن المقابلات الا انها ما أن وطئت سلم قلاية الشيخ حتى سمعت صوته: "أنتِ..ادخلي!".
لقد التقط الشيخ قلقها.. وفهم كما يبدو انها بحاجة ملحّة لأن يساعد عائلتها التي كانت تنهار..
وحين خرجت السيدة من قلايته، كان وجهها يضيء فرحاً. وأفشت لنا بما يلي:
" قد كشف لي الشيخ كل شيء وقال لي ان زوجك طيب، ولكنه معقّد
بسبب اعاقته، ولهذا فهو يسهر الليل كي ينسى. وبما أنك تتذمرين باستمرار، فإنه لا يرغب بالمجيء إلى البيت ولذلك يتأخر. فبقدر ما تتذمرين يتأخّر. عليك الآن أن تعملي العكس. بقدر ما يتأخر ستصلّين من أجله وتحبّينه وتخدمينه. بهذه الطريقة سيتغيّر شيئاً فشيئاً وسيجذبه البيت وامرأته وأولاده أكثر. وهكذا تنحلّ مشكلتك."
وأخذت السيدة تخاطب نفسها وكأنها استفاقت من حلم مزعج:
"كم كنت غبية طوال هذا الوقت، كنت سأهدم عائلتي بتذمّري من دون أن أدري."
وقد طبّقت ارشادات الشيخ بكل أمانة.. وخلال فترة قصيرة استعادت زوجها.
من كتاب بالقرب من الشيخ بورفيريوس
(ذكريات ابن روحي)