"لأن عيني الرب على الأبرار، وأذنيه إلى طلبتهم" (1بطرس 3: 12).
......................
كثيرون منا لاحظوا في الآونة الأخيرة مدى الشر الذي لحق بالمسيحيين خصوصاً وبالعالم عامةً ،
ان كان هو ناجم عن الاستهتار والانحدار الأخلاقي الحاصل في مجتمعاتنا او من خلال
الأحداث الدموية التي نشهدها كل يوم في عدة مناطق وبلدان مختلفة .
ونحن كمسيحيون نعلم بانها ليست المرة الأولى التي تضطهد فيه المسيحية فالتاريخ يخبرنا
بان المسيحية لم تكن منذ قيامة السيد كانت على حرير بل كانت تدافع عن نفسها
من اضطهاد الى اخر والشواهد والشهداء خير دليل على ذلك ،
فالمسيحية لم تنهض الا على دماء شهداء الكنيسة القديسين .
فهؤلاء لم يستشهدوا عبثاً او حباً للظهور او طمعاً بالقداسة والصيت الحسن
بل استشهدوا لان علاقتهم بالله كانت مبنية على ثقة بان الله لم ولن يتركهم بل واكثر
من ذلك هو المستمع الوحيد لطلباتهم وصلواتهم ،
"وهذه هي الثقة التي لنا عنده: إنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا"
(1يوحنا 5: 14).
فأين نحن من هذه الثقة بالله ، صراحة نحن بعيدون كل البعد عن كلام الرب لنا وبعيدون أيضاً
في ثقتنا به ، من منا يقرأ الكتاب المقدس ويحفظ ما فيه ويطبقه في حياته لا أريد ان اشمل الجميع
بل اقول القليلون هم فقط يتكلون على الرب ويتبعون كلامه مثال على ذلك :
ما حصل ويحصل للمسيحيين في المنطقة من قتل وتهجير أليس هو عمل شيطاني بالتأكيد نعم ،
لكن هؤلاء الأشخاص لم يتعرفوا على النعمة المعطاة لنا من خلال الروح القدس
بل سكنهم الظلام ، والأخطر منهم في هذا العمل هو نحن اذا جاريناهم بما هم فاعلون
وأصبحنا سالكين معهم طريق الشر الذي يغذيها الشيطان وهو لا يفرح بأعمالهم بل يفرح
من انحدارنا الى مستواهم الفكري الشيطاني . من منا في هذه الأيام البشعة السوداء يصلي
كي يلهمهم الله وينير قلوبهم
للأسف لا احد بل اللعنة هي على شفاه الجميع والغضب والحقد ملأ القلوب أليس هذا عمل شيطاني . ماذا تركنا للرب " لا شيء "
بل اتهمناه بالتخلي عنا أليس كذلك ؟ نعم اتهمناه وشتمناه وصلبناه من جديد ليس مرة
بل آلاف المرات لننظر هذه الآية القديمة الجديدة :
"ها أن يد الرب لم تقصر على أن تخلص، ولم تثقل أذنه عن أن تسمع،
بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع"
(أشعياء 59: 1-2).
أليس هو القائل :
"أما أنا فإني الراعي الصالح، وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني."
(يوحنا 10: 14).
وفي مكان اخر :
"خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد،
ولا يخطفها أحد من يدي" (يوحنا 10: 27-28).
العلنا نقرأ فقط للقراءة وليس للفهم والتنور العل ما يحصل لنا هو خير دليل على بعدنا عنه ،
الم نتساءل لماذا الله لا يستجيب لصلواتنا ؟ .
عدنا الى الفكر اليهودي الذي اراد اله لخدمة أهوائه وأهدافه ونسينا هدف المصلوب من أجلنا ،
نسينا ان الله كريم جداً بالنسبة لهؤلاء الذين يؤمنون به ويعتمدون عليه.
"إن ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم" (يوحنا 15: 7).
نعم نحن نسينا الله وتبعنا أعمال الشيطان كما أراد .
الله لا يريد منا شيئاً الا الثقة به وبكلامه
" وهذه هي الثقة التي لنا عنده: إنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا.
وإن كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا، نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه"
(1يوحنا 5: 14 – 15).
لقد عرض الله على أولاده أن يستجيب لصلواتهم
(هؤلاء من آمنوا به وقبلوه مخلصاً لهم وقرروا أن يتبعوه)
لقد طلب منا الله أن نطلب كل ما نريده منه وهو سوف يستجيب حسب ما يراه مناسباً
وحسب ما هو أفضل لنا كل ما علينا فعله هو أن نلقي عليه كل همومنا وإحتياجاتنا
وهو سوف يتصرف. إن أملنا ورجاؤنا هو في شخص الله نفسه. فكلما عرفناه أكثر كلما
وثقنا به أكثر..