* إِلهُ هذَا الدَّهْرِ*
في حالة التمرد الحالية التي يعيش فيها البشر في هذا الدهر،
نجدهم يعبدون إبليس رئيس هذا العالم كما أسماه المسيح في
(يو 14: 30 + يو 16: 11).
ويسميه الرسول هنا إله هذا الدهر لأنه هو الذي يفيض بالخطايا والشهوات
والمال والملذات الحسية التي يسعى وراءها هؤلاء المتمردون
وهم يسجدون له ليحصلوا عليها من يده.
وكل من يأخذ شيء من يد إله هذا الدهر يذله هذا الإله ويستعبده.
بينما أن إلهنا يُعطى بسخاء ولا يُعَيِّر (يع1: 5).
ويسمى إله هذا الدهر أيضا، لأن سلطانه وقتي إذ أن هذا العالم سيزول،
والشيطان سيلقى في البحيرة المتقدة بالنار (رؤ 20: 10) .
والكل سيخضع لله (1كو 15: 24)
ولاحظ أن من يترك الله يكون له إله آخر هو إله هذا الدهر.
لذلك يقول "لا تملكن الخطية في جسدكم المائت" (رو 6: 12).
بل من تجذبه مراكز وعظمة هذا العالم، فبالرغم من أن هذا ليس خطية،
إلاّ أن الإهتمام بهذا يعمى العين عن أن ترى المسيح،
فيحرم الإنسان من النور الإلهي.
وقوله هذَا الدَّهْرِ المقصود به كل الزمان الذي يسبق المجيء الثاني.
* قد أعمى أذهان غير المؤمنين*
هذا هو خداع إبليس إله هذا الدهر،
أنه يثير شهوات الإنسان ويغريه بملذات هذا العالم،
ومن ينقاد لشهواته يصيبه العمى فلا يدرك نور الإنجيل ولا يفهمه،
ولا يدرك نور الكرازة التي تبشر بمجد المسيح،
ولا يدرك النور الذي يظهر مجد المسيح الذي هو صورة الله
فالله غير منظور ولكننا رأيناه في المسيح،
كما قال المسيح لفيلبس " من رآني فقد رأى الآب "
* إنارة إنجيل مجد المسيح*
المؤمن الحقيقي يصير في داخله استنارة يرى بها المجد الذي في المسيح
الذي هو صورة الله، بل هو يعكس هذا المجد فيراه الغير
ولكن هذا لمن صلب شهواته فصار المسيح يحيا فيه وأعطاه بصيرة.
أما من انقاد لشهواته تنطفئ بصيرته الداخلية، ومثل هؤلاء أسماهم هنا غير مؤمنين
فالمؤمن يعكس مجد الله، إذ يحيا المسيح فيه.
ولكن من ينقاد لإله هذا الدهر حتى يصيبه بالعمى كيف يكون مؤمنًا.
فالخطايا والشهوات هي كطين يغطى مرآتنا فلا نعكس مجد الله،
بل لن نراه ولن ندركه أصلًا.
أمّا من يقدم توبة فسيشرق داخله نور بعد أن كان ظلمة،
ويعود يرى مجد المسيح.