تحتفل الكنيسة بالتجلي في 6 آب
ففي التجلي ظهر لنا المسيح كإله ممجد,
وأثبت لنا في تجليه جوهره الأساسي , الإله الممجد .
قبل حدث التجلي هيأ المسيح تلاميذه لهذه الرؤيا بقوله
” إن قوماً من القائمين ههنا لن يذوقوا الموت قبل أن يروا ملكوت الله آتياً بقوة ” .
فمشهد التجلي هو لقطة خاطفة للمجيء الثاني وهو ما يسميه الآباء اليوم الثامن
وهذا هو الملكوت الذي طالما تحدث عنه المسيح .
قراءة : متى 16-: 28—-17: 1 – 13
--------------------------------------------------------------
يَظْهرُ السيد المسيح في وسط الأيقونة مباركاً بيده اليمنى لابساً ثياباً بيضاء برّاقة.
وفي هالة السيّد نقرأ دائماً عبارة OWN "الكائن".
الأناجيل توضح ان هذا النور لم يكن نوراً حسياً.
هنا يقول آباؤنا وعلى رأسهم القديس غريغوريوس (بالاماس)
ان هذا هو ضياء الطبيعة الإلهية وهذا بالضبط ما تحاول الأيقونة تجسيده.
هذا هو النور غير المخلوق الذي كان كامناً في السيّد
وأخفاه في ناسوته عند التجسّد لما اتخذ صورة عبد.
اذ لما اراد الابن ان يعايش البشر كان لا بد له ان يظهر مثلهم انسانا متواضعا لا مجد فيه.
ولكن التجسد ما ألغى المجد الكامن في يسوع.
كشفه لحظات كما كان فيه. لم يصطنع السيّد نوراً جديداً.
لم يتحوّل، غير انه مكّّن التلاميذ والنبيين ان يبصروا.
كان هذا تجلياً بالنسبة اليهم. في الآلام انكشفت قوة مجده وهو يقيم في المجد الساطع
من بعد القيامة وان أخفاه ايضاً بعد القيامة ليتمكن من الحديث الى التلاميذ.
يجيب الذهبي الفم عن معنى عبارة "تجلى"؟ قائلاً:
"ان الرب كشف الستر عن أُلوهيته، قليلاً، حسبما شاء،
واظهر لمسارّيه الإله الساكن فيه. بينما كان يصلي سطع هكذا
وكشف للذين انتخبهم من بين الرسل، هذا النور الذي لا يمكن التعبير عنه.
وكان اعظم الأنبياء معه.
هكذا اراد أن يُفهمنا الربّ ان الصلاة هي التي توصلنا الى هذه الرؤية المغبوطة،
وأن يعلّمنا انه بالتصاقنا بالله بالفضيلة، باتحادنا معه بالروح تظهر الغبطة الفائقة
امام اعين الذين يتوقون الى الله باجتهادهم في اعمال الرحمة ونقاوة صلاتهم".
ويقول القديس باسيليوس: "النفس الطاهرة وحدها يمكنها ان تعاين النور الإلهي.
من اشتاق الى لمعانها يشترك فيها حسب قدرته. الرب وهو البهاء في ذاته
وما كان محتاجاً ان يصلي ليشعّ جسده بالنور الالهي.
إلا أنه صلّى ليدلّ القديسين على مصدر البهاء الالهي وكيفية معاينته.
وهكذا "يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت ابيهم" (متى 13: 43).
يظهر النبي موسى، في الجانب الأيسر، حاملاَ الوصايا العشر.
يمثّل النبي موسى الشريعة.
يظهر النبي إيليا، في الجانب الأيمن مشيراً بيده الى المسيح في حركة من الشفاعة.
يمثّل النبي إيليا النبؤة.
يقف النبيّان إيليا وموسى على قمة جبلين منفصلين على يمين ويسار السيّد المسيح.
ينحنيان امامه ويرفعان يديهما اليمنى وفي هذا إشارة الى الشفاعة.
يقول القدّيسُ يوحنا الذهبي الفم أنّهما يمثّلان القانونَ والأنبياء؛ ويضيف ايضاً
الى انهم رمز للحياة والموت (ايليا، الحياة، لأنه صعد إلى السماء على عربة ناريّة.
وموسى، الموت، لأنه واجه الموت). فعن موسى قال الكتاب ان الله دفنه
"ولم يعرف احد قبره الى يومنا هذا". (تث 34: 6)
وفي الفكر اليهودي اللاحق انه أصعد الى السماء. وعن ايليا انه
"صعد في العاصفة نحو السماء"
(2 ملوك ك 2: 11 ).
النبيَّان عاينا قديماَ صورة عن المجد لا المجد الإلهي. التمسه كلاهما على جبل سيناء.
فهناك كان الرب يكلّم موسى وجها لوجه. هناك قال موسى للرب:
"ارني مجدك، قال انا اجتاز قدامك بوجهي.....
اما وجهي فلا تستطيع ان تراه لأنه لا يرى انسان وجهي ويعيش".
كذلك ايليا. يقول له الرب:
"قف على الجبل امام الرب"
فإذا الرب عبر وريح عظيمة وشديدة تصدع الجبال.....
ولم يكْن الرب في الريح. وبعد الريح زلزلة ولم يكن الرب في الزلزلة.
وبعد الزلزلة نار ولم يكن الرب في النار. وبعد النار صوت نسيم لطيف.
وهناك كان الرب".
اي أن النسيم اللطيف دلّ عليه.
يسوع، تاليا هو الإله الذي تكلم قديماً مع موسى وايليا.
انه هو الإله نفسه "يهوه".