هل المسيح موجود في بيوتكم؟
كثيرون يعلّمون أولادهم عن السياسات العالمية، وآخرون يعلّمونهم أن يتكلّموا اللغات الأجنبية،
وعلى هذا يصرفون مبالغ غير قليلة. غيرهم يسعى إلى تعليم أولاده التجارة والفنون الأخرى.
لكن نادراً ما يعلّم أحدهم أولاده أن يعيشوا بطريقة مسيحية.
في أي حال، من دون هذا، كل تعلُّم هو لاشيء وكل حكمة هي حماقة. ماذا يربح المسيحي
إن تكلّم الإيطالية أو الفرنسية أو الألمانية إذا كان يسلك بطريقة آثمة؟ ما نفع أن يكون ماهراً
في التجارة والفنون إذا كان خوف الله ينقصه؟
لن يسألكم الله عمّا إذا كنتم قد علّمتم أبناءكم اللغات أو آداب الحياة الاجتماعية.
لكنكم لن تنجوا من الشجب الإلهي لعدم زرعكم البّر فيهم.
أتكلّم بشكل صريح ولكني أقول الحقيقية: إذا كان أولادكم سيئين، فأحفادكم سوف يكونون أسوأ،
وهكذا سوف يتزايد الشر...
وأساس كل هذا هو تربيتنا السيئة بالكامل...
كثير من الأهل يعلّمون أبناءهم فنون خدمة الحياة الوقتية، ويصرفون مالاً كثيراً،
لكنهم يهملون التعليم المسيحي ويتراخون في تعليم أبنائهم كيف يحيون كمسيحيين.
هؤلاء الأهل ينجبون أولادهم إلى هذه الحياة الزائلة لكنهم يغلقون باب الحياة الأبدية.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم عن محنة الأهل الذين يهملون التنشئة الصحيحة لأبنائهم
ومحنة الأولاد الذين لم يتربّوا حسناً: "الأهل الذين يستخفون بتربية أولادهم كمسيحيين
هم الأكثر شناعة بين قتلة الأولاد" (العظة 3، "ضد الذين يفترون على الحياة الرهبانية")
لأن قتلة الأولاد يفصلون الجسم عن النفس لكن هؤلاء الأهل يطرحون أولادهم
جسداً وروحاً في نار جهنم.
من المستحيل النجاة من الموت الأول بحسب القانون الطبيعي، لكنه من المستحيل النجاة
من الموت الثاني إذا لم يوبَّخ الأهل لاستخفافهم. إلى هذا، عندما تأتي القيامة فهي قادرة
على محو الموت الجسدي، لكن شيئاً لا يستطيع إسقاط الفساد الروحي. لهذا، اسمعوا أيها الأهل
لكلمات الرب "ربوّا أولادَكم بتأديب الربّ وإنذاره" (أفسس 4:6)".