.( لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس , ماجئت لانقض بل لاكمل )..........
هذه الاية الرائعة التي قالها رب المجد يسوع المسيح
تشمل العديد من الرموز المهمة لنا نحن البشر الطامعين الى رحمة الله .
في هذه الاية قال السيد المسيح ( اني جئت ) وهنا يعلن لنا عن ذاته الالهية
بأنه جاء من ذاته وليس كما ألانبياء أرسلو من الله , وبذلك يظهر لنا انه اعظم من الكل .
المسيح لم يكسر الناموس من خلال نقضه للوصايا العشر المعروفة منذ البدء
لكنه دخل الى اساس كسر الوصايا وهي الكراهية والبغضاء للاخر .
_ اتى السيد المسيح ودعى الانسان الى محبة الله , وكذلك محبة الانسان
الى اخيه الانسان , وقبل كل ذلك محبة الله للانسان , فالمحبة تقضي على كل فعل شرير
ان احب الانسان نفسه فلن يدنسها بالاعمال الرديئة والشهوات البطالة .
دعانا المسيح ان ننفذ مشيئة الله بدافع المحبة لا ان ننفذ قوانين الناموس
بدافع الخوف من العقاب الالهي الارضي من خلال الانسان الذي بكثير من الاحيان
ظن نفسه معصوم عن الخطيئة وتجرئ وكفر اخيه الانسان بكل وقاحة وتطاول على الله .
_ المسيح يصرح علانية
( سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل ومن يقتل يستوجب الحكم , واما انا فاقول لكم
ان من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ) _ متى 5: 21 /22 _
_ كذلك اشار انه ليس بتقديم الذبائح وحدها تغفر الخطايا
بل بالمصالحة والغفران
( فأن قدمت قربانك على المزبح وهناك تذكرت ان لاخيك شيئا عليك
فاترك هناك قربانك قدام المذبح , واذهب اولا واصطلح مع اخيك حينئذ تعال وقدم قربانك )
_ متى 5: 23 , 24
هنا يطالبنا المسيح بصفاء النية ونقاء القلب تجاه الغير
والمصالحة هي اساسا للغفران وليس تقديم الذبائح .
_ كذلك وصيته المتعلقة بالزنى
( سمعتم انه قيل للقدماء لاتزن , واما انا فاقول لكم , ان كل من ينظر الى امرأة
ليشتهيها فقد زنى في قلبه ) _ متى 5: 27 , 28
وهنا اشار يسوع الى اصل فعل الخطيئة وهو الفكر الذي تبدأ خيوط الخطيئة تتجمع به .
_ اما المحبة فالمسيح لم يكتفي بمحبتنا للذين يحبوننا ففي ذلك لاشيئ جديد
ان نحب من يحبوننا , فقد طالبنا ان نحب اعدائنا وندرب انفسنا على هذه المحبة
_ متى 5: 43 , 46 _
هكذا تتجلى قداسة اافكار المسيحية وافكار الناموس الكامل
الذي اكمله المسيح واكمل بذلك قانون عبادة الانسان ل الله
والذي بموجبه تكتمل الصورة الايمانة بالله , ففي العهد القديم
الذي بدأ من خلاله خطة الله لاستعادة الانسان صنيعة يديه
الذي اخطئ بحق خالقه وعصى اوامره وكفر به وجعل الاوثان
الهتا له فكانت حروبا ضد الشر والكفر بالله ونزول قانون الله
من خلال وصاياه حيث كانت شريعة ارضية الى ان توجها السيد المسيح
بالمحبة الالهية وبذلك تكون الصورة اكتملت وتمت بالعهد الجديد عهد النعمة .
...........................................................................................
......................
بالخلاصة
المسيحيين يؤمنون ان الله المحب يغفر للانسان بالنعمة التي وهبها
لكل من يؤمن بالمسيح الاله المتجسد هو عطية السماء لسكان الارض
وكان مجيئه الى العالم هو تعبيرا صادقا عن محبة الله القدوس
نحو الانسان الخاطئ , ورغبة منه في خلاصه وذلك حسب هذه الاية الرائعة
(((( لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك
كل من يؤمن به , بل تكون له الحياة الابدية )))))
لكم محبتي بالمسيح الاله