المرأة العاملة
قالت لي ونحن نحتسي فنجان القهوة: "لا نستطيع أن ننكر أن العلاقات بين الأزواج والأبناء وبين الأقارب قد تغيرت تغييراً كبيراً في هذه الأيام". أجبت: "نعم ولكن هذا التغيير ليس متشابهاً في كل البلدان أو في معظم المناطق فهو نسبي".
عدت أفكر في صوت مرتفع بأنه ما من شك أن داخل الأسرة الواحدة توجد فوارق أكثرها ظهوراً الفوارق بين الأجيال التي تؤدي إلى عدم تفاهم، وأيضاً نزول المرأة إلى العمل وغيرها الكثير. لقد كانت وظيفة المرأة في الإطار العائلي فيما مضى تتركز حول كونها سيدة البيت فهي زوجة وأم فقط، وعليها تتركّز جميع المسؤوليات التي تتعلق بكل صغيرة وكبيرة. وكان واجب المرأة تربية الأبناء والواجب الثاني تهيئة كل ما يتعلق براحة الزوج إضافة إلى أعمال البيت كاملة. أما اليوم فقد تغير الوضع تماماً، فالمرأة في أغلب الحالات تغيب عن منزلها طوال اليوم في العمل وكثيراً ما تكون عصبية المزاج، وهنا تجد الكثير من الصعوبة أن توفق بين عملها وبيتها وبين زوجها بشكل خاص. وبفضل التطور الحضاري والاقتصادي أصبحت تعمل وتكسب المال وتلتقي يومياً بشخصيات مختلفة تحاول إثبات وجودها معهم، وبمعنى آخر أصبح لها دور مهمّ خارج المنزل مهما كانت طبيعة عملها.
إن هذا يجعل العلاقة الزوجية تتغير وبالذات إذا أصبحت شخصية المرأة مساوية لشخصية الزوج أو مشابهة لوضعه الاقتصادي والعملي. وهذا الوضع ليس خطيراً على الأسرة ولا بدّ من معرفة أن هذا العمل وتغير الشخصية ما هو إلا تغير في القدرات لكيان جديد تبحث عنه المرأة. لذا لا بد من وضع قواعد ثابتة في هذا المجال والتفكير في أن عمل المرأة يعتبر بشكل عام عاملاً إيجابياً مع وضع طرق ثابتة لتربية الأبناء بكل تعاون بين الزوجين وبكل محبة.
ولتجنب بعض المخاطر التي قد تنجم عن عمل المرأة لا بد من تعويض الأبناء عن الفترات التي تقضيها الأم خارج المنزل، وأن يُشعر الوالدان الأبناء بأهميتهم الكبيرة بالنسبة لهما لأن هذا يجعلهم يصرفون انتباههم إلى الأشخاص الآخرين بحثاً عن الحب والحنان. إضافة إلى اهتمام كل من الزوجين بعضهما ببعض والتفاني في إرضاء كل منهما للآخر، وأن يعمل كل منهما على تقوية روابط علاقته بالآخر.
إنّ هذا جميعه يقع على عاتق المرأة، إضافة إلى تفهم الرجل من أجل مواجهة الحياة واستمراريتها في سعادة دائمة داخل البيت وخارجه.