اختلاف الرجل عن المرأة
إن اختلاف الرجل عن المرأة سيكولوجيا، وانعكاس هذا على طريقة التفكير وعلى التركيبة العاطفية لكل منهما، يخلق أجواء من التوتر أحيانا، وذلك لجهل الواحد بطبيعة الآخر، وهذا ما يطلق عليه المزاج، ويمكن تعريفه بأنه الحالة العاطفية والنفسية التي تسيطر على الفرد في لحظة من اللحظات فيتعرض لتقلبات في المشاعر وتخبط في العواطف فيسلك بطريقة تختلف عن المعتاد.
وطبعا من الواضح أن قوة الرجل البدنية ليست مقياسا لقوته العاطفية، فبينما نجد المرأة ضعيفة جسديا، تبين في الدراسات النفسية أن المرأة أقوى من الرجل في تحمل التعب والمشقة، وهذا يثبت عمليا في دورها في الإنجاب والولادة والسهر، وتحمل تربية الأولاد بصبر وقوة. أما بالنسبة للمزاج فنجد أن المرأة أكثر تعرضا للتغيرات المزاجية المفاجئة وبلا سبب ظاهر، حيث نجد أن دموعها حاضرة بين لحظة وأخرى، وقد تسبب الحيرة للرجل في التعامل مع الأمزجة المتغيرة التي تتعرض لها، وقد يكون السبب في ذلك الهرمونات الأنثوية التي تتغير وفقا لمواعيد الدورة الشهرية، أو الاقتراب من سن اليأس التي تؤثر تأثيرا واضحا على مزاجها نتيجة النقص المفاجئ في إفراز الهرمون الأنثوي (البروجسترون) وهذا يتطلب من الزوج التعامل مع زوجته بشيء من التفهم والترفق.
ما الذي يعكر مزاج الرجل؟
- عدم تحقيق الذات في العمل، فالعمل هو الذي يعزز ثقة الرجل بنفسه، فلا يستطيع الرجل أن يعيش دون أن يكون له عمل ما، حتى ولو كان غنيا وليس بحاجة لأن يعمل. لأن العمل بالنسبة للرجل مجال لإثبات الذات. وهنا على الزوجة أن تقدر هذا، ولا تحاسبه على الانغماس في عمله ومعاتبته باستمرار.
- يحتاج الرجل للتقدير من زوجته وعائلته عند عودته إلى المنزل كنوع من المكافأة على الجهد والتعب الذي يبذله في عمل، فإذا لم يجد هذا التقدير ولو بكلمة بسيطة، يتعكر مزاجه وينعكس بالتأكيد على أداءه داخل الأسرة.
- أيضا من الأمور التي تعكر مزاج الرجل عادة الانبهار بشخصية أخرى ناجحة مقارنة به، فقد تتعمد الزوجة أحيانا إبداء الإعجاب برجال داخل نطاق العائلة مثلا والتغني بصفاتهم وانجازاتهم أمام زوجها.
أما بالنسبة للأسباب التي تعكر مزاج الزوجة:
- المرأة تحب أن تحس بأنها محبوبة، وإذا فقدت إحساسها بهذا تصاب بالعلل النفسية، وعادة ما تبحث المرأة عن كلمات الحب والحنان والتقدير من زوجها، لذا فإن المحبة العملية التي يقدمها الزوج قد لا تكون كافية بالنسبة للزوجة إذا لم يرافقها سيل من الكلام اللطيف. لذا فسرعان ما يتعكر مزاج الزوجة عندما لا يسدد لها زوجها حاجتها هذه.
- اهتمام المرأة بالتفاصيل الدقيقة والذي يقابله الرجل بالاستخفاف، لأن الرجل لا يهتمم عادة بالتفاصيل بل بالنتيجة النهائية، قد يعكر مزاجها غالبا عند مناقشة أي موضوع مع زوجها، وتشعر بالإهانة لعدم مجاراتها في النقاش الذي يحتاج لتفاصيل.
- تفاوت الحاجات الجنسية بين الطرفين قد يسبب الكثير من تعكر الأمزجة، وذلك لعدم فهم الفرد لحاجات الآخر، وكيفية تسديد هذه الحاجة، فالاختلافات الشاسعة بين حاجة المرأة وحاجة الرجل قد خللا الأمزجة وبشكل متكرر، لذا فالمعرفة والانفتاح على الآخر قد تجنب الكثير من الألم والضيق.