دروس فى رحلة الألم
أدركت أخيرا .. وبعد كل هذا العمر أن كثيرا مما عشناه كان الكثير منه
تمثيلا وليس واقعا ..
ربما عشنا الظاهر فقط ..
فالألم مدرسة .. قد نكون يوما مقيدون فى قوائم فصولها .. كثيرا ما نحاول
بكل الجهود الهروب من الفصل ..بالقفز فوق الأسوار .. أو بالتحايل
وإختلاق البدائل
ونخطئ إذ نظن أن ما حققناه حقيقة .. بينما كل الدلائل تقول أن شيئا منه لم
يعمر فى الأرض ولن يترك بصمة نيرة فيها ..
وحين تعلن النتائج .. طبيعى ألا نجد أحد الهاربين فى قوائم الناجحين ..
………..
هروبنا أحيانا من البكاء لم يكن أبدا فى صالحنا ولن يكون
فى صالح من كان مطلوبا منا أن نشاركهم بالقلب ..
هذا الهروب أفقدنا الكثير من زاد الطريق كم كنا بحاجة له..ونحن بهذه
الرحلة من الأعمار.
نحن بحاجة ماسة إلى حب الناس .
فمشاركة المشاعر تجدد فضيلة المحبة لدينا
فلا تشيخ أبدا شجرتها ولا تهرم
.......
عانيت كثيرا من مواقف الفرجة
والذى يمارسه الكثيرون من مجيدى مصمصة الشفاه
إن عالم خدمة الآخرين عالم وافر غنى .. قلما تجد فيه الأرباح المنظورة
التى تغرى بالمشاركة بقدر ما تجنى منه عائد الخير المستترالمستمر عطائه
الآه لمسموعة .. الصادرة من المتألمين ..أو الخافتة المدفونة بين الضلوع .
إن لم تسمع فى آذاننا ..
وتعلم بقلوبنا
وتحركنا لمد العون لمحتاجيه
فنحن بحاجة إلى المراجعة ..
مراجعة جادة لأحوالنا الروحية.
ومتى توفر العطف والمودة والشفقة والمجاملة فى دائرة المعاملات
توفرت لنا نسبة النجاح التى تجيز إنتقالنا من دائرة المتفرجين إلى المشاركين ..
الحبيب الغالى
الأخت الغالية
لا تهرب من عهد العطاء وأنت تصلى وتتحدث إلى القدير
لنراقب ما نعد به أمام الله فذاكرة القدير لا تشيخ فلا تنسى !!
كم هو مخيف كم المياه التى كانت بخزانة رئتى عماد إبنى ..
والذى تجاوز السبعة لترات
و إستدعى سحبها عاجلا ليعود فراغ الهواء اللازم للحياة ..
تأملت ..
وبعيدا عن ألم المعاناة التى يعيشها مريض هذا الداء اللعين
كم من المياه غمرت سفينة الحياة التى نعتليها !!
وكم الوقت الذى لم ندرى بهوهو يسرق منا الحياة !!
ألا نتنبه مبكرا ؟؟
أخشاب الفلوكة تتخرق ولا نرى !!
القوائم تتباعد عن بعضها للتوشك النهاية الأليمة !!
ترى متى نبدأ
ننزح المياه ..
ونجدد الأخشاب المهترأة
أرجو أن يكون هذا سريعا ..
فى التوقيت المقبول !!
إن إى إصلاح فى حياتنا يتطلب تحسين علاقاتنا بالآخرين
وعلاقاتنا الحبيبة بالذين أمامنا ونراهم حولنا .. ترينا كيف نحب الله الذى لا نبصره
فكم هو محزن لقلب الله تجاهله فى إنكار الآخرين
……….
ورغم كم الألم ومساحاته فى الأجساد
قناعتى
أن مراحم الله أعظم إتساعا
يفوق سعة البحر
ولأن محبة الرب اقوى من الألم
وقلب القديريفيض رحمة وحنانا
فلا قياس بين المقابلتين ..
هذا ختام صلاتى
يارب ..
قد أفكارى هنا دائما إلى النور الحقيقى
لأضيئ بهديك صفحاتى لإخوتى ولأبنائى
يا بحر المراحم
إرحمنى
ذكرنى دائما عند كل تنهداتى
أن أترجى رحمتك ..
وأنتظرها
آمين
بابا سمير