أهو حلم أم واقع؟.
ما أودّه أن يتحقّق:
أنْ تصبحَ الكنيسةُ مركزًا للشّفاء، لشفاء الإنسان الكامِل، جسدًا، نفسًا وروحًا.
هكذا يصوّرها لنا أباؤنا القدّيسون.
لقد أتى المسيح الإله وأسّسها لكي يستعيد الإنسان، الّذي خلقَه، صورته الأولى،
لا بل بهاءه الإلهيّ. في وسط آلام هذه الدُّنيا، يأتي الطّبيب الشّافي
(الأب الرّوحيّ أو المرشد الرّوحيّ) ويمسح دموع المتألِّم فيستعيد عافيته،
هذا أكان ألمه جسديًّا، نفسيًّا أم روحيًّا (من جرّاء خطاياه).
ومن المفترَض أن يكون هذا المرشِد قد سبق وطبَّبَ نفسَه أوَّلًا من كلّ أدران الجسد والروح،
أعني بذلك تطهير الجسد والنّفس من الأهواء والشَّهَوَات، وبخاصّة من الأنانيّة.
نعم!.
يقول الذّهبيّ الفم إنَّ الكنيسة مستشفى، فيها يطوف المسيح كارِزًا بكلمة الله مُرشِدًا مُوَعِّيًا،
وأيضًا شافِيًا الأمراض على أنواعها.
* * *
أيّها الأحبّاء، تسعى الأبرشيّة اليوم بصورة جدّيّة، بمشاركة عدد من الأخصّائيّين والمتطوّعين المؤمنين الملتزمين كنيستهم، أن تؤسِّس مركزًا (بدءًا من أنفه) تدعوه "بيت العائلة"،
يكون بمثابة مركزٍ للنَّجْدَةِ ((centre de secours، مهمّته أيضًا التّوعية والإرشاد،
بخاصّة للشّباب والعائلات. يتلقَّى المركز تدريجيًّا، في كلّ ساعة من النّهار واللّيل،
كلّ إنسان يعاني من مشكلة جسديّة أو نفسيّة أو روحيّة. هذا المركز لن يشكّل بديلًا أو"مضاربة"
لأيّة مؤسّسة طبّيّة اجتماعيّة، ولا لأيّ كاهن أو مرشد نفسيّ أو طبيب. بالعكس،
غاية المركز هي توجيه المتألّمين إلى مثل هذه المؤسّسات القائمة والمختصّة،
أو إلى الأطبّاء والمرشدين المختصّين. يبقى عمله ودوره،
بعد التّوجيه الحكيم إلى المكان المناسِب أو الشّخص المختصّ، متابَعَة مثل هذا "المريض"،
بحيث يستعيد وجهه السّليم، بقوّة الرّبّ يسوع المسيح المتألمّ والقائم،
الّذي هو في النّهاية الطّبيب الشّافي وحده.
نداء للتّطوّع. من يجرؤ يلتحق.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما