درس لن أنساه
اعتاد الطفل أبانوب أن يحكى لأمه واخوته عند عودته للمنزل
كل ما يسمعه من مدرسه فى مدارس الأحد بالكنيسة..
فى يوم عاد أبانوب من مدارس الأحد يظهر عليه الحزن
فسألته أمه عن سبب حزنه فحكى لها تجربة مر بها فى فصل مدارس الأحد
فعندما دخل الفصل عرف أنهم سيقضون اليوم فى تسلية بريئة فعلى الحائط
ألصق قرص كبير من الورق الأبيض المقوى وعلى منضدة وضعت سهام كثيرة
طلب الأستاذ من الأطفال رسم صورة لشخص يكرهونه أو لشخص أغضبهم
وسيسمح للأطفال أن يلقوا بسهامهم على صورة هذا الشخص
فرسم بولا صديق أبانوب صورة لطفل لطمه على وجهه ورسم صديق آخر صورة
لطفل شتمه ورسم أبانوب صورة لصديق سابق بصق على وجهه عبر فيها
بكل دقة عن مدى كراهيته لهذا الصديق الذى أساء اليه وكان أبانوب مسرورا للتأثير العام الذى أنجزه
وبناء على طلب المدرس اصطف الأطفال وبدأوا فى القاء السهام على صورة الأشخاص
الذين يكرهونهم وهم يضحكون ويمرحون وبعض الأطفال القوا بسهامهم بقوة تنفيسا
عن كراهيتهم لأصحاب هذه الصور وكانت أهدافهم صائبة وانتظر أبانوب دوره
لكنه أصيب بالاحباط عندما طلب الأستاذ من الأطفال العودة الى أماكنهم لانتهاء
الوقت المحدد وجلس أبانوب يفكر كم هو غاضب لأنه لم تسنح له الفرصة
لالقاء أية سهام على هدفه حتى يشفى غليله من الشخص الذى أساء اليه
وبدأ الأستاذ فى ازالة الهدف من الحائط فظهرت صورة الرب يسوع تحت الهدف المزال.
عم الفصل صمت رهيب عندما نظر كل طفل الى صورة حبيبه يسوع الذى
هو أبرع جمالا من بنى البشر-مشوهة تماما بثقوب غطت وجهه وفقأت عينيه
فعلق الأستاذ على الموقف قائلا:بما انكم فعلتموه بأحد اخوتى الأصاغر
فبى فعلتم(متى40:25) فلسنا فى حاجة الى أى كلمات أخرى
واغرورقت عيون الأطفال بالدموع وتركزت رؤيتهم على صورة حبيبهم يسوع
التى شوهوها
ثم وقف الأطفال للصلاة طالبين من الرب يسوع أن يسامحهم
لأنهم شوهوا صورته بكراهيتهم وختموا بالصلاة الربانية
(أبانا الذى فى السموات..واغفر لنا ما علينا كما نغفر نحن أيضا لمن أساء الينا..)