لقب العذراء مريم "والدة الإله":
إن قيمة العذراء في الكنيسة الأرثوذكسية لا تحدّ.
وعندما عرّفها مجمع أفسس المسكوني بـة"والدة الإله" (باليونانية Θεοτοκος)
لم يقصد إضعاف قيمتها بل إعلاءها. صفتها الأولى والأخيرة أنها "والدة الإله" .
هنا تنقلب الآية عمّا هي في الواقع العادي: الأم تُنسَب إلى ولدها من حيث القيمة لا الولد إلى أمه:
أما يردد المرنم أنه ابنها وإلهها، ابنها وسيدها إلى ما هنالك من عبارات تعطيه الأولية عليها؟
وهنا يجدر بنا العودة إلى الفن الأيقونوغرافي الذي يمثل العذراء، لا وحدها،
بل مع ابنها ذلك الذي هي له أم ولذا فهي ما هي. وبالتالي تكريمنا لها مرتبط بشخص المسيح
فنحن نكرمها لأنها ارتضت أن تكون أُماً للإله المتأنس وهذا ما عبَّرَ عنه القديس اللاهوتي
نقولا كباسيلاس:
"إن التجسد لم يكن فعل الآب وقدرته وروحه فحسب،
ولكنه أيضاً فعل إرادة العذراء وإيمانها، فبدون قبول الكلية النقاوة،
وبدون مساهمة إيمانها، لكان تحقيق هذا المقصد متعذراً . . ." .
لذلك ومنذ العهد الرسولي استعمل الآباء والكتَّاب الكنسيين عدة تسميات للقديسة مريم العذراء منها:
" والدة الإله " و" الدائمة البتولية " و " الكلية القداسة "
وأهم هذه التسميات هو والدة الإله.