نبتعد فنقتربْ
ونبتعد لنقترب...
ونسعدْ،
ونخاف ونرهبْ
ونقوى ونضعفْ
ونسمو،
ولكن... لا نهوي
ولا نرجعْ...
نرجو وصلاً من كمال الأزل مكوّنْ
على وقع الأبد يتراقص ويعدو خلف غيمة تتلوّنْ
وكلّما أنشد الملاك السّابع نشيده تغتبط وتثملْ...
إلى ما بعد الأبد نتطلّعْ
إلى كرمة سائغة تتدلّى منها عناقيد الصّلاة وتلمعْ
نشتهي أن نتجرّع مدامها في ملكوت حلّ منذ البدء فينا وتضوّعْ...
من صوتك يا سيّدي الحبيبْ
نهلت هذه الكلماتْ...
أشرقت عليّ من ثغرك كالنّورْ
كلمعان السّحر الخجولْ...
كوميض البرق يمهّد لبركات الجوْدِ
يبشّر بمواسم خضراء عطش الحقولْ...
صوتك تغريد العصافير العائدة من رحلة أيلولْ
بسمات الجوى المنبعثة من عطور الشّوقِ
تغنّي اسمك فتنهض الجنان من غفوها تبلّغ ترانيم السّرورْ...
كلامك العذب يا سيّدي الحبيبْ
ينفخ روحه في مسمعي
وعلى ماء قلبي يرفرف وينثر حبيبات النّورْ...
يلتقط الشّفق البعيد ويغسلني بأرجوانه، فتستحي الشّمسُ
وخلف الأزرق الشّفاف ترتحل، وتغيبْ...
منك ولك أصوغ شعري وأبني قصائدي
هياكل حبّ مبعثرة في كلّ البلادْ
عسى أن يمرّ العاشقون بها
يقتاتون من خبز مذبحك نسائم الضّياء فيحيونْ،
ويرتوون من خمرك الزّلال فيرتقونْ...
سيّدي...
هو ذا كلامك ينسكب كالفجر على أكفّ الورودْ
يندّي بكائرها،
يرطّب ألبابها...
ويتدفّق كالطّلّ على روحي
يمتزج بحناياها،
يختلط بأنفاسها،
فتنتفي الأنا بين أمواجك المدويّة
وتغرق في عمق بحرك الخلّابْ
وفي العمق الأخير تمكث وتقيمْ
إلى أن تنادينا شعلة الحبّ المتوهّجة
وتجذبنا إلى مساكن السّماءْ
حيث الوصل برهة عشق تغتزل الأبدْ
ولحظة أزل تختصر قصائد عديدة
يعجز حرفي عن البوح بها...
منقول