بيت الله، الذي هو كنيسة الله الحيّ يسـجّل بين صفوفـه صيّـاديـن ومسـافريـن،
مهندسـين وبنّـائيـن، حرثـة ورعـاة، جنـوداً ومصـارعيـن.
وهذه الآية الوجيزة ستلائم جميع هؤلاء موضحة للكافة بأجلى بيان
ما يحتم أن يكون عليه واحدهم من الدقة والغيرة عند القيام بعمله.
هل أنت صياد أرسلك الرب الذي قال: "هاءنذا أرسل الى جزّافين كثيرين
فيصطادونهم ثم بعد ذلك أُرسل إلى كثيرين من القانصين فيقتنصونهم عن كل جبل
(ارميا16:16)
فترقّب بكل اعتناء مخافة أن لا تفلت طريدة واحدة، فيقنصوهم. حتى،
اذا ما انتزعتها بكلام الحق من الرذائل المتحكمة بها، تقودها إلى ما فيه خيرها.
أأنت مسافر نظير ذاك الذي كان يصلي:
"ثبّت خطواتي" مزامير
(119 :133)، راقب ذاتك كي لا تتيه عن جادّة الطريق،
أو تميل يمنةً أو يسرة، بل سر في الطريق السلطانية.
أيها المهندس ضع أساس الإيمان الذي هو المسيح يسوع واجعله وطيد الأركان راسخاً.
أيها البنّاء انظر إلى ما تبنيه كي لا يكون خشباً أو هشيماً أو تبناً
بل "ذهباً أو فضة أو حجارة ثمينة" (1كو 3 : 12).
أيها الراعي، لاحظ ذاتك كي لا تهمل فرضاً من فروضك الرعائية.
وما هي تلك الفروض؟
انها هدي الضال، وتضميد الجريح، وشفاء المريض.
ايها الحارث أعزق حول التينة المجدبة وقدّم لها كلّ ما يمكن أن يساعدها على الإنتاج والعطاء.
أيها الجندي. "اشترك في مشقّات الإنجيل" 2تيموثاوس 1 : 8)،
وابْل بلاءً حسناً ضدّ أرواح الشرير،
وأهواء الجسد، خذ سلاح الله الكامل ولا ترتبك بهموم الحياة لترضي الذي جنّدك.
أيها المصارع، لاحظ ذاتك، كي لا تتعدى نواميس هذه الرياضة.
فانه لا أحد ينال الاكليل ما لم يجاهد جهاداً شرعياً .
.
.
عظة "إعرف نفسك" لأبينا الجليل في القديسين باسيليوس الكبير