الأم تريزا والبابا يوحنا بولس الثاني .... وقدّيس البرص
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
لقد قيل أن الأم تريزا هي حقاً ملكة كلكوتا، فالجميع يطيعونها حتى البابا.
لا شك أن احترام و صداقة عميقين كانا يجمعان الأم تيريزا والبابا يوحنا بولس الثاني.
في ذاك الإجتماع، دخلت الأم تيريزا و يديها الصغيرتين على قلبها فوضع يوحنا بولس الثاني ذراعه حولها بمودة، وبعد تحية حارة، بدأ الحديث من دون مجاملات لا لزوم لها، تماماً كما بين صديقين حقيقيين، مباشرة تطرقاً الى الموضوع.
" أيها الأب الأقدس، نحن بحاجة إلى قديس للمصابين بمرض البرص!"
وعندما سأل البابا إذا كانت الأم تيريزا لديها "مرشح" لهذا "العمل"، ذكرت الأب داميان، وهو مبشر بلجيكي ولد في عام 1840 وقد خدم على جزر هاواي بين مرضى الجذام، الذين أجبروا على العيش هناك في عزلة تامة ودون أي مساعدة طبية... وظل يرعاهم حتى توفي هو نفسه من المرض عام 1889
ثم بادرته بالسؤال: "هل تعرفه، أيها الأب الأقدس؟"
وعندما هز البابا برأسه، لا بد من أن الأم الطوباوية شعرت بأنها حققت بالفعل هدفها: "حسنا إذن، لماذا الانتظار؟؟؟ متى سوف تعلنه قديساً؟؟؟"
غير أن البابا كان يعرف أن هناك مشكلة رئيسية يجب أن تحل قبل أن يتمكنوا من تحديد موعد التقديس: لم يكن الرب بعد قد صنع على يد الأب داميان المعجزات المعتمدة، والمطلوبة بحسب القانون الكنسي لإعلان التطويب أو التقديس... مع ذلك، فإن الأب الأقدس كان يعرف الأم تيريزا جيداً لمناقشتها مطولاً في هذا الموضوع. بدلاً من ذلك، أوعز لمناقشة هذه المسألة شخصياً مع الكاردينال بيترو بالازيني، رئيس مجمع دعاوى القديسين. والأم تيريزا لم تكن بحاجة إلى أن تطلب مرتين !!!
والكاردينال نفسه كان سريعاً بالمجيء، من الواضح أن الأب الأقدس أبلغه بالأمر ... و في اليوم التالي، عند السادسة صباحاً، طرق الكاردينال على أبواب سان غريغوريو، البيت الأم للإرساليات الخيرية، حيث كانت تنزل الأم تيريزا أثناء زياراتها لروما. كان الكاردينال بالازيني، شأن الأم تريزيا ضعيف جداً وقصير القامة.. تكشف عيناه روح الدعابة والذكاء، وكان معروفاً في أوساط الفاتيكان، من مستشاري البابا القديس، وأحيانا يُخشى لما لديه من معرفة واسعة ومميزة بعلم اللاهوت والقانون الكنسي...
- ايتها الأم تيريزا، إن الأب الأقدس قد أرسلني إليك.
ماذا يمكنني أن أفعل من أجلك؟
- غبطة الكاردينال، نحن بحاجة قديس للمرضى المصابين بالبرص.. كررت الأم طلبها على مسمع من الكاردينال.
- ومن يكون هذا؟؟؟ أراد الكاردينال أن يعرف
- إنه الأب داميان، هل تعرفه؟
- نعم، أيتها الأم ولكن كما تعلمين، هناك صعوبة بسيطة: انه لم تتم على يده أية معجزة بعد، ونحن نحتاج الى ذلك من أجل إعلان التقديس!!
- قد يكون ذلك صحيحاً، أجابت الأم تيريزا، وهي تبحث في الكتاب المقدس الذي فتحته عند الفصل الخامس عشر من إنجيل يوحنا لتقرأ الآية 13 أمام دهشة الكاردينال : " ما من حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبّائه.".... وهذا هو بالضبط ما فعله الأب داميان وقد طوّبه الكتاب المقدس؛ ما الذي ننتظره نحن "؟
حتماً كانت حجتها قوية، وكانت تنتظر "المكافأة".
لكن الأمور لن تكون بهذه السلاسة ...
أخذ الكاردينال نفساً عميقاً قبل أن يرمي "ورقته الرابحة" :
" أنت على حق بالطبع، أيتها الأم، ولكن كما تعلمين، لأكثر من أربع مئة سنة كان لدينا تقليد في الكنيسة يقضي بوجوب ثلاث معجزات مصدقة من أجل التقديس. والأب داميان ليس لديه معجزة واحدة حتى الآن! "
"نعم "، أجابت بحماس كبير." ستكون هذه فرصة جيدة لتغيير هذا التقليد:فللكتاب المقدس الأسبقية على القانون الكنسي ".
ابتسم الكاردينال، وقال: "أم تيريزا، أنت على حق تماماً، ولكن أنا أظن أنه سيكون أسهل بكثير بالنسبة لك أن تطلبي من الرب الكريم هذه المعجزات الثلاث، من أن تطلبي تغيير تقليد عمره أربع مئة سنة "
يقول المونسنيور ليو أنها كانت تلك هي المرة الوحيدة التي رأى الأم تيريزا صامتة ...
ولكن جوابها سوف يأتي حتماً، وبالتناغم الكامل مع تقليد الكنيسة والكتاب المقدس معاً، يبدو أن الرب الكريم استجاب الصلوات:
4 يونيو عام 1995: البابا يوحنا بولس الثاني يعلن التطويب
و في 11 أكتوبر 2009، يعلن البابا بنديكتس السادس عشر الأب داميان، قديس البرص، وبطل جزيرة مولوكي و" الكنيسة جمعاء".