نقاط على الحروف قريب على الأبواب 666 رسالة إلى المؤمنين ▼▼▼▼▼▼▼▼▼
المقال ليس لإثارة الذّعر في النّفوس !
هذا لا ينفع المؤمنين .
إذًا ، هذا ليس غرضنا ! الغرض منها هو التّنبيه ،
و التّنبُّه إلى ضرورة أن نصحو و نسهر لأنّ إبليس ، خصمَنا ، ربّما ،
اليوم ، أكثر من أيّ وقت مضى ،
"يجول كأسد زائر ، ملتمسًا مَن يبتلعه" ،
كما عبّر الرّسول بطرس ؛ ما يحتِّم علينا أن نقاومه راسخين في الإيمان
(1 بط 5: 8 – 9) .
لذا لسان حالي ، على غرار الرّسول بولس ،
أنّي إن كنتُ قد أحزنتكم لست أندم ، مع أنّي ندمت ،
لأنّ رجائي هو أن يُنشئ هذا الحزن فينا
"توبة لخلاص بلا ندامة" ، بحسب مشيئة الله
(2 كور 7: 8 – 10) ،
و ذلك لنتعزّى "بالإيمان الّذي فينا جميعًا..." (رو 1: 12) .
فإنّ ما أتيتُكم به ، يا إخوة ، سبق الإنباء به من الرّسل و القدّيسين .
فمنذ أن حلّ ابن الله بيننا بالجسد ، و الشّيطان يعمل ،
كما لم يعمل منذ سقوط آدم و حوّاء ،
على إفساد ما حقّقه الرّبّ يسوع المسيح ، له المجد ؛
لا سيّما بموته و قيامته و صعوده ،
نحو إرسال الرّوح الكلّيّ قدسه من لدن الآب السّماويّ ،
ليكون الرّوح إلى الّذين يؤمنون به و فيهم لذا تكلّم الحبيب يوحنّا على كون الزّمن ،
مذ ذاك ، هو "السّاعة الأخيرة" (1 يو 2: 18) ،
لا بمعنى الزّمن المحدّد ، بل بمعنى المرحلة الممتدّة من مجيء ابن الله بالجسد ،
و قد أخلى نفسه آخذًا صورة عبد (في 2: 7) ،
إلى مجيئه ، في المجد ، في اليوم الأخير .
و لذا تكلّم يوحنّا ، أيضًا ، في رسالته الأولى ، بلغة "الآن" (1 يو 2: 18) ؛
مشيرًا إلى مقاومِ مسيح الرّبّ و مناقِضه ، متمثِّلاً في مَن يسمِّيه ،
من ناحية ، "ضدّ المسيح" ، و في مَن يسمّيهم "أضداد المسيح" ،
من ناحية أخرى (1 يو 2: 18) .
فأمّا "أضداد المسيح" فكُثُرٌ ،
و هم أبناء إبليس الّذين يعملون شهوات أبيهم و يُفسدون سواهم (يو 8: 44) .
و أمّا "ضدّ المسيح" ، فهو كائن فرد ، يصفه بولس المصطفى ،
بـ "إنسان الخطيئة ، ابن الهلاك ،
المقاوم و المرتفع على كلّ ما يُدعى إلهًا أو معبودًا حتّى
إنّه يجلس في هيكل الله كإله مظهرًا نفسه أنّه إله" (2 تسا 2: 3 -4) .
"أضداد المسيح" عملوا ، بيننا ، أبدًا ، و لا زالوا ،
منذ أن حلّ ابن الله بالجسد عندنا .
أمّا "ضدّ المسيح" ، فقال فيه القدّيس يوحنّا الدّمشقيّ
إنّه "ذاك الّذي سوف يأتي في منتهى الدّهر"
(القدّ . يوحنّا الدّمشقيّ . مئة مقالة . البولسيّين 1984. ص 273 – 274) ؛
و اعتبره بعض كَتَبتنا مَن يتركّز الشّرّ ، بكلّ طاقته ، في شخصه ،
إلى الحدّ الّذي يمكن الطّبيعة البشريّة أن تقتبله ؛ بحيث يمسي الشّيطان هو الفاعل بتواتر فيه
وفق هذا المسار تراكم الشّرّ و تنامى في تاريخ البشريّة ،
ليوصلها ، في شخص "ضدّ المسيح" ،
إلى الحدّ الأقصى من فساد الإرادة البشريّة !
من هنا كون نخبة "أضداد المسيح" العملاء الّذين عمل فيهم
"سرّ الإثم" (2 تسا 2: 7) ،
و عملوا هم على تأجيجه ، بين النّاس ،
إلى حدّ بلوغه الذّروة في شخص "ضدّ المسيح" ،
كمَن كانوا يعدّون لمجيئه !
"ضدّ المسيح" ،
هذا ، يتكثّف ، كما يبدو ، الإعدادُ لظهوره ،
هذه الأيّام ، من قِبَل نخبة "أضداد المسيح" !
متى يظهر ؟ كيف يظهر ؟ أين يظهر ؟
هذا لا نعرفه بتدقيق !
لم يكشف الرّبّ الإله لنا ذلك بعدُ ، و قد لا يكشفه البتّة !
فقط يتراءى مجيء "ضدّ المسيح" كأنّه قريب على الأبواب ،
كمثل التماعات البرق من النّور ، على حدّ تعبير الذّهبيّ الفم .
ما يتكشّف للعيون الّتي تبصر ، و للآذان الّتي تسمع ، اليوم ،
هو على النّحو الّذي عبّر عنه السّيّد الرّبّ الإله بشأن الاستدلال على المطر ،
لمّا تكلّم على السّماء المحمرّة بعبوسة عند المساء ،
في معرض الكلام على تمييز علامات الأزمنة
(مت 16: 1 – 4) .
في كلّ حال ، الأمر بيد الله لأنّه الضّابط الكلّ .
و إذا كانت الشّياطين أعجز في خبر كورة الجرجسيِّين ،
عن الدّخول في قطيع الخنازير ، إلاّ بإذن الرّبّ يسوع (مت 8: 28 – 31) ،
فليست لـ"أضداد المسيح" ، مهما تكاملت إعداداتهم ، أن يحقّقوا مأربهم إلاّ بإذن الله ،
و تحقيقًا لمقاصده للخلاص ، من حيث لا يعلمون ؛
و ذلك ليضيء الأبرارُ في ملكوت أبيهم (مت 13: 43) ،
و يتوب المتردِّدون إليه ، عن ضعف مجرَّبين ، و لِيُرسِلَ الله عمل الضّلال ،
للّذين لم يقبلوا محبّة الحقّ ، حتّى يصدّقوا الكذب ،
لأنّهم لم يصدِّقوا الحقّ بل سرّوا بالإثم
(2 تسا 2: 10 – 12) !
على هذا ، يا إخوة ،
فإنّنا إن كنّا نتكلّم على كون نهاية الزّمن الأخير على الأبواب ،
فليس ذلك لأنّ إبليس و زبانيته يعملون بقوّة ، اليوم ،
أو لأنّ التّهيئة لظهور "ضدّ المسيح" بلغت مرحلة متقدّمة ،
كما يبدو لناظرينا ،
بل ، بالأحرى ، و أشدِّد على لفظة "بالأحرى" ،
لأنّ العديد من آبائنا القدّيسين الشّيوخ المعاصرين ،
أو مِنَ الّذين رقدوا منذ بعض الوقت ، يقولون، أو قالوا بالرّوح ،
إنّ الحلقة مشرِفة على الانغلاق ، و لمّا يَعُدْ آخرُ أواخر الدّهور بعيدًا !
|