حرب الكلمات
أيّ موقف تتخذه أنت من زوبعة الشك، التي تضرب هنا وهناك، التي يثيرها الأرذال الأدناس، أعداء صليب المسيح، في بذر الريبة، وغرسها في قلوب العامة من الناس، بهدف التضليل لا غير. إذ هم برعوا جدا، في استخدام أسلوب الكلمات الرنانة، والعبارات المصنعة.
هم استخدموا الهرج والمرج، ومن القيل والقال، ومن الصخب المستميت، ومن الألسنة التي لا تكف عن الكذب، والشفاه الملقة التي تتكلم بالمكر، والكلمات السافعة، التي تسلق سلقا. فهي ترشق رب المجد بالإهانات، والتهم المجحفة الباطلة، وتمطره بوابل من الشتائم واللعنات.
هل أنتَ حقّا تجاهد ضد هذه الحملات المسعورة الرخيصة ؟ هل تقف موقفا صلبا ضد أفكار أبناء الظلمة بما فيها من أباطيل وأضاليل ؟ أو أنّكَ تدعم موقفهم، وتشد على يدهم، طالما أنتَ الآخر، دخلتَ ليل الظلمة، واندفعتَ من دون إرادة ولا تفكير، بسبب غياب المعرف " هلك شعبي بسبب عدم المعرفة ".
فأنتَ حقا تفتقر إلى رؤية ورؤى صائبة، لذلك تنجرف بعيدا بفعل التيارات المختلفة، التي تقلب الموازين، رأسا على عقب، وتتأرجح بين مفهوم ومفهوم. هل حقّا أنتَ تضع المبدأ جانبا وترسي على اعتقاد خاطئ، بعدما انتهى بكَ المكاف إلى ذلك ؟
على أيّ محور تدور حياتكَ، في أيّ اتجاه، وعلى أيّ رحى تطحن ؟ لا شكَ أنّكَ قد وضعتَ نفسكَ، تحت النير، وتحت السنابك في ذلك الجموح والتخبط، بعد أنْ أمستْ حياتكَ رمادية باهتة ؟ ما هو موقفكَ الحقيقي، هل هو قفزة إلى ما وراء العقل ؟ تقف مع الهازئين، وأنّكَ واحد، من أولئك الذين أعطوا القفا للمسيح وإنجيله، ورسالته الخلاصية، الذين تصلبت قلوبهم أكثر من الصخر، حتى صاروا يقتاتون من الفتات الساقط من مائدة الشيطان، ومن ثم وقفوا بكل تحد سافر ضد المسيح والمسيحية، وأضرموا نار حرب ضروس ؟.
هل أنتَ حقا تفغر فمكَ وتشيح بوجهكَ مشمئزا، وتهز رأسكَ في امتعاض، وتطلق ضحكات ساخرة عالية، وتسخر من المسيح الرب؟ وقد لا يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل يتعداه بكثير، إذ تحاول مع تلك الفئة العايثة التي أنتَ فرد منها، وجزء لا تتجزأ منها، أنْ تشهد زورا وبهتانا، وتلفق وتكذب، وتفتري على الاسم الحسن، بل وتلجأ أنتَ إلى المزيد من أساليب ملتوية باطلة، بغية أنْ تشوه تلك الصورة الباهتة للرب يسوع، بهدف زعزعة المسيحية، وتقويض أسسها عن بكرة أبيها.
أنتَ إذا تشارك أعداء المسيح كل مشاركة، وتأخذ بيدهم، وتحارب، إذ تشن هجوم كاسح ضد المسيح والمسيحية، بغية أنْ تسقط كل دفاعاتها. أنت تشن حربا ضروسا لا تذر ولا تبقي، تحت دعاوى فارغة، باطلة ضحلة، تفتقر إلى العمق.
هل أنتَ غير قادر على استيعاب الدرس، والقفز مباشرة إلى النتيجة ؟ أم إنّكَ تمسك العصا من منتصفها، وتدرك أنّ ثمة خطأ هناك؟ هل تساوم أنت على مبادئكَ ؟ إنّ الصورة لا تزال غير مكتملة، وغير واضحة المعالم، لذا أنتَ لست قادرا أنْ تتمسك بأطرافها أو ربما أنّ العالم الشرير، لا يزال يلقي بثقله وتأثيره عليكَ، هو يكبلكَ ، ويهيمن على فكركَ، بطريقة يعسر عليكَ معرفة صحة الأشياء، حتى تتمكن أنْ تميز بين الخطأ والصواب، بغية أنْ تبدأ حياتكَ تأخذ مسارا جديدا، واضح المعالم؟ إذ بقدر ما تنحرف حياتكَ عن الإستقامة، بقدر ما تختبر الضلالة.
ألا تعتقد إنّ ذلك الهرج والمرج، الذي يلفّكَ، ما هو إلا لعبة سمجة قبيحة من ألاعيب الشيطان، إذ هو حاول من خلالها جاهدا، أنْ يمرّر مخططاته الشريرة الدنيئة، ويسعى بطريقة ما إنْ يلون ويظلل الأشياء، ويصنع الحق بحسب قياساته، ثم يأتي بالمزيد من الكذب والافتراء. وأنّ عزائه في ذلك هو قوة الكلمات لا غير. لكن تذكر أنّ أعمال المسيح تتحدث بصوت أعلى من تلك الكلمات التائهة المتهرئة الناشزة.
تــــم نقـــل هذا المنتدي إلي موقع آخــــر ... 
الأحد سبتمبر 07, 2014 11:18 pm
