خيراً، نشكر الله
كان لملكٍ صديقٌ حميم تربّى معه منذ صغرهما.
وكانت لدى الصديق عادةٌ أن ينظر الى كل موقف يحدث في حياته
(جيدًا كان ام رديئًا)،
ويعلّق عليه قائلا:
“خيرًا نشكر الله”!
وفي أحد الأيام كان الملك وصديقه معا في رحـلة صيـد.
وكان مـن عادة الصديـق أن يَـحشو بـنـدقيـة الصيد ويُعدّها للملك ليستخدمها فورًا.
وفيما هو يعدّ البندقيّة، حصل مع الصديق خطأ ما،
فما ان تناول الملك منه البندقيّة وأطلق النار حتى ارتدّت الى يده فقطعت إصبعه.
تأسّف الصديق عن خطئه، لكنه كعادته قال: “خيرًا، نشكر الله”، مما جعل الملك يردّ عليه:
“لا، هذا ليس خيرًا”، وأمر باعتقاله وبرميه في السجن.
وبعد عام تقريبًا، كان الملك يصطاد في منطقة خطرة،
فقبض عليه آكلو لحوم البشر وأخذوه الى قريتهم، وربطوا يديه،
وقطعوا الخشب ورصّوه، وأشعلوا فيه النار، وأعدّوا العدّة لشيّه قبل التهامه مشويًا.
فلمّا تقدّموا اليه ليلقوه في النيران لاحظوا ان الملك فاقدٌ إصبعه.
فتشكّكوا وفكّروا في الأمر مليا، اذ لا يمكن ان يأكلوا أحدًا ناقصًا عضو من أعضاء جسده.
فبعد ان كانوا على وشك إحراقه، فكّوا وثاقه وأطلقوه حرًا.
فلمّا رجع الملك الى قصره تذكّر ما فعله بصديقه وأحسّ بالندم.
فتوجه الى السجن وبادره بالقول:
“كنتَ على حق، فقد كان خيرًا ما حدث حينما فقدتُ إصبعي”.
وقصّ على صديقه كل ما حدث له مع آكلي لحوم البشر! واعتذر منه قائلا:
“انا آسف جدًا لأني أرسلتك الى السجن هذه المدة الطويلة. لقد كان ذلك مني أمرًا رديئًا”.
فردّ عليه الصديق:
“لا، فخيرًا ما حدث، ونشكر الله عليه!”.
فسأله الملك: “ماذا تعني بعبارة “خيرًا ما حدث”؟
كيف يكون إرسالي إياك الى السجن لمدة عام خيرًا؟”.
فردّ عليه الصديق:
“لو لم أكن مسجونًا، لكان عليّ أن أكون معك في الصيد ولكانوا أكلوني انا”.
هذه القصة تساعدنا على حسن فهم كلام بولس الرسول:
“كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبّون الله” (رومية 28:8).