زهرةُ الحياة...
صادق شابٌ وسيم في مقتبلِ العمر يعملُ في إحدى أهمِ فروعِ بنوكِ المدينة
ومعروفٌ بأخلاقهُ الحسنة وسيرتهُ الطيبة..
أرادَ الزواجَ وهكذا كحالِ كلِ شبابنا، دخلَ رحلةَ التعارفِ إذ بدأ بالتعرفِ على فتياتٍ مختلفات،
هذهِ طويلة والأخرى جَميلة وتلكَ بسيطة وغيرها..
كانت عواطفهُ تجرحُ بعض الأحيانِ وفي أحيانً أخرى يشعرُ أنهُ هو من يجرحُ الآخرين..
استمر صادق على هذا الحال لأكثر من ستةَ أشهر ولم يجد فتاة أحلامهِ وسيدةُ قلبهِ،
وبعد جهدً وتعبْ فقررَ الذهابَ إلى جَّدهِ في القرية بعيداً عن ضجيج المدينة وصخبها للراحة..
وصلَ صادق إلى القرية واستقبلهُ جدهُ منصور بفرحٍ وسعادة،
و بعد أن استراحَ قليلاً ومن شرفةِ نافذةِ غرفتهِ المتواضعةْ،
شاهدَ روعةَ وجمالِ الطبيعة وإذ به يشاهدُ جده يحاول جاهداً
أن يروي الأشجارَ والورود التي تملئُ المكان..
توجهَ صادق إلى الحديقةِ حيثُ كان جَّدهُ منصور هناكَ وبدا عليه الحزنَ والقلقْ، فسأله جده:
لما أنتَ حزينٌ يا ولدي ألا تعجبكَ الطبيعة أم انكَ تعودتَ على المدينة فتبدو لكِ أفضلَ وأريحْ ؟؟
أجابَ الشابُ: كلا يا جَّدي الموضعُ غيرَ ذالك، فقالَ لهُ الجَّد افتح لي قلبكَ يا ولدي واخبرني ما بالكَ..
حسناً يا جَّدي سأخبركَ لعلكَ تساعدني...
قال الجُّد أسمعكَ يا بني...
وهكذا بدأ صادق يقصُ على جَّدهِ عن رحلتهِ في هذهِ الحياة وعن الجروحِ التي يصادفها
وانهُ حتى الآن لم يجد فتاة تناسبهُ.
ابتسمَ الجَّدُ وقالَ لصادق تعالَ يا ولدي انظر ما أجملَ هذهِ الزهور وما أروعَ ألوانها
ورائحةَ عِطرها وانظر إلى تلكَ الزهرة تبدو لي الأجملَ والأفضلُ
هل لكَ أن تسَاعدني بقطفها؟؟
همَّ صادق مسرعاً كي يقطفَ الزهرة
ولكنْ ما لبثَ أن مدَ يدهُ حتى جُرحَ من أشواكها وصرخَ أخ..!!
فقالَ لهُ الجَّدُ ما بالكَ؟؟ فقالِ جرحتني الزهرة بأشواكها يا جَّدي، فقالَ له الجَّد حاول ثانيةً
وهكذا حاولَ صادق ثانيةً وثالثة وفي كلِ مرة كانت تلدغهُ شوكة
حتى استطاعَ في النهاية أن يقطفَ الزهرة ويحملها فرحاً إلى جَّده..
ابتسمَ الجدُ وقالَ لهُ أخيرا يا ولدي حَصلتَ على الزهرة بعد عناءٍ وجهدٍ كبير
هكذا هي حياتنا عبّارة عن زهرةٍ نطلبُ منها بعضَ الأشياءْ
ولكي نحصلَ عليها نمرُ بأشواكٍ كثيرة و صعوبات عديدة.
أنتَ أردتَ فتاةً لتملكَ قلبكَ كي تصلَ إلى هدفكَ تحتاجُ إلى صبر وتأني
و فالحياةُ عبارة عن زهرةً تملئها الأشواكْ كي تستطيعَ أن تصلَ إليها
وتتلذذَ بجمَالها وروعتِها وعِطرِ رائحتها قد تُجرحُ مرارا وتكرارا
و ستجد الكثير من الصعوبات و المضايقات..
فكنْ صبوراً وحكيماً وسيأتي اليوم الذي ستجدُ بهِ زهرةَ حياتكَ ساكنة في قلبكَ الطيب لترعاها بمحبةٍ
و حنانٍ و لطف و رقة...
عزيزي القارئْ :
الحياةُ هي عبَّارة عن زهرةٍ تملئها الأشواكْ والصعوباتْ
كي تصلَ إلى نضَارتها وطيبها تحتاجُ إلى جهدٌ وصبر
وحكمة ممزوجْ بمحبةٍ وتفاءل كي تستطيعَ العبورَ
من كلِ جراحاتها والوصولِ إلى الهدفِ الذي تصبو إليهِ..!!!
إذا أعجبتكَ انشُرها كي يستفيدَ من عبرتها الآخرون....