يا لقوة صلاة يسوع !
سأروي لكم قصة الراهب الواردة في سير الآباء القديسين.
قال أحد الشيوخ للمبتدىء:
يا بنيّ, ردّد الصلاة (صلاة يسوع).
_إني أرددها, لكن شيئاً لا يحدُث.
_لكن الشيطان يفهم ويغادر.
_كيف سأستوعبُ هذا؟
_حسناً يا بنيّ, أتريد أن ترى معجزة؟
_أجل يا أبتِ, أرغبُ بذلك.
_حسناً, سأطلب من الله أن يُريك معجزةً حتى تفهم مقدار قوة صلاة يسوع.
_حسناً.
وهكذا صلّى الشيخ, وصام ثلاثة أيام, ثم استدعى المبتدىء وقال له:
_تعال هنا يا بنيّ, خذ السلة واذهب إلى حيث النبع, واملأها ماء.
_أيها الشيخ, اعذرني. لكني لم أفقد صوابي بعدُ حتى أملأ سلّة قشٍّ ماءً.
_حسناً يا بنيّ, ألم تقل إنك ترغب في معاينة معجزة؟
أن ترى قوّةَ صلاة يسوع؟ ألا ترغب بذلك؟
_أجل, بالتأكيد.
_إذن, إفعلْ ما أقوله لك. لكن عليكَ ألا تتوقّف لحظةً واحدةً عن ترداد صلاة يسوع.
_فليكُن مباركاً.
وهكذا مضى المبتدىء مردّداً صلاةَ يسوع:
"ربّي يسوع المسيح, ارحمني".
وحينما وصلَ وضع السلة تحت العين, فامتلأت من الماء دون أن يتسرب الماء من السلة,
لكنه كان يردّد الصلاة. في ذلك الحين, كان الشيخ في قلايته مستغرقاً في ترداد صلاة يسوع,
حتى يُظهرَ الله العجيبةَ للمبتدىء. فحالما ملأَ المبتدىء السلة بالماء, أسرع ليريها لأبيه
. "أبتِ, لقد امتلأتِ السلّة !"
وبينما كان راجعاً ظهر له الشيطان بهيئةٍ بشريةٍ وسأله:
_أين تذهب يا راهبُ؟
_أذهب إلى شيخي.
_ماذا تُدعى؟
_يُورغو.
_كم سنة لك مذ صرتَ راهباً في الجبل المقدس؟
_خمس, ست سنوات.
_ماهو عملُك؟
_أحفر بالخشب, لصنع قوالب للقربان.
وهكذا, انسكب كل الماء من السلة على الأرض,
منذ لحظة توقفه عن ترداد صلاة يسوع.
فكان أن مضى إلى الشيخ بسلّة فارغة. فسأله الشيخ:
"ما الذي جرى يا بنيّ؟"
فرَوَى له المبتدىء كل ما حدث. فأجابه الشيخ:
"توقّفتَ عن ترداد الصلاة, لذا فرغت السلّة من الماء.
فعندما كنت تردّد الصلاة, حفِظَتِ السلّة الماء.
ولكنك ما إن توقّفتَ و رُحتَ تثرثر, حتى فرغِت السلّة".
من كتاب الشيخ أفرام
ناسك كاتوناكيا(الجبل المقدس)