الصليب الصغير
كان الشيخ باييسيوس الآثوسي يعرف امرأة مسيحية مؤمنة و كانت هذه تعيسةً لأن زوجها كان قد انخرط مع السّحَرة . و بما أنه لم يكن يرغب أن يرتدي صليباً , ففي سبيل أن تساعده قامت بخياطة صليب صغير في ياقة قميصه خفيةً .
و ذات يوم كان زوجها مضطراً لعبور أحد الأنهار . و حالما داس فوق الجسر الذي كان يربط بين الضفتين سمع صوتاً يقول له : يا تاسوس ! يا تاسوس ! اخلع قميصك كي نعبر الجسر سويةً .
حمداً لله أن الطقس حينها كان شتاءً . و لهذا أجابه تاسوس :...
_ كيف أخلعه ؟ إنني أشعر بالبرد .
_ إخلعه , إخلعه كي نعبر سويةً , تردّد الصوت ثانيةً .
كان ذاك هو الشيطان و أراد أن يُلقي بتاسوس في النهر . و لكنه لم يقدر لأنه كان يرتدي صليباً .
في نهاية الأمر استطاع أن يُلقي به في إحدى جنَبات الضفة على جانب الجسر .
و عثر عليه أقاربه عليه هناك مرميّاً على الأرض , بعدما فتشوا عنه الليل كله .
لو كان خلع قميصه لكان الشيطان رماه في النهر. حفِظَه الصليبُ الذي كان مخفيّاً في ياقة القميص .