سنكسار القديسة العظيمة في الشهيدات أوفيميَّة الكلية المديح
(+304)
خبرها:
ولدت إوفيمية في مدينة خلقيدونيا - المدينة التي انعقد فيها المجمع المسكوني الرابع في العام 451 - من أبوين ورعين تقيين، أيام الإمبراطور ذيوكليسيانوس (284 - 305). كان أبوها من الأشراف وأمها من أكثر الناس حباً للفقير.
وما كادت إوفيمية تبلغ العشرين من عمرها حتى اندلعت موجة اضطهاد جديدة على المسيحيين، هي العاشرة من نوعها. فلقد دعا حاكم آسيا الصغرى، بريسكوس، بمناسبة عيد الإله آريس، إلى إقامة الاحتفالات وتقديم الذبائح. ولما كانت إوفيمية في عداد مجموعة من المسيحيين تغيّبت عن الاحتفال وتوارت عن الأنظار، فقد أصدر الحاكم أمراً بالبحث عنها وألقى عمّاله القبض عليها. ولما مثلت المجموعة أمام الحاكم، سألها: لماذا عصيتم الأوامر الإمبراطورية؟ فكان جواب الجميع: أن أوامر الإمبراطور نطيعها، شرط أن لا تكون مخالفة لأوامر إله السماء. أما إذا كانت كذلك فنحن لا نعصاها وحسب، بل نقاومها أيضاً. فاغتاظ بريسكوس جداً وسلّمهم إلى المعذّّبين. أما إوفيمية، فقد بدا له أنها على رأس المجموعة، ولفته جمال طلعتها وطراوة عودها. فحاول، بإطرائه، خداعها وثنيها عن عزمها، فلم يفلح، فسلّمها هي أيضاً إلى التعذيب.
لكن شيئا غريبا بدأ يحدث. فكلما كان الحاكم يسلّمها إلى نوع من أنواع التعذيب، كان ملاك الرب يأتي ويعطّل مفعوله. وضعها بريسكس، مثلاً، على عجلة، فجاء الملاك وكسر العجلة. ألقاها في النار فلم تصبها بأذى. ألقاها في جب ماء فيه كافة أنواع الزواحف السامة، فرسمت إشارة الصليب فوق الماء ونجت. وإن اثنين من جلاّديها، فيكتور وسوستنيس، لما رأيا ما حدث، مجّدا إله إوفيمية وآمنا بالرب يسوع، فكان مصيرهما أن أُلقيا إلى الوحوش واستشهدا. أخيراً بعدما وضح أن النعمة الإلهية هي أقوى من كل العذابات التي يمكن أن يخترعها خبثاء الأرض، شاء الرب أن ينيّح أمته، فترك دباً، ألقيت إوفيمية إليه، يعضها، فأسلمت الروح.
وجاء ذووها فأخذوا الجسد ودفنوه في طرف المدينة.
وفي أيام قسطنطين الملك، شيّد المسيحيون فوق ضريح أوفيمية كنيسة يقال أنها كانت من أعظم كنائس الشرق وأفخمها. في تلك الكنيسة، بالذات، اجتمع آباء المجمع المسكوني الرابع.
[rtl]طروبارية للقديسة أوفيمية باللحن الثالث وزن ثياس بيستيوس[/rtl]
[rtl]يا بتولة المسيح الجميلة الشهيدة أوفيمية المجيدة، لقد أبهجت المستقيمي الرأي مفرحةً، وأخزيت السيئ الاعتقادات، لأنك قررت ما قد دونوه الآباء في المجمع الرابع جيد، فابتهلي إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى.[/rtl]