الله لم يخلق شيطانا لأن الله لم يخلق شيئا دنسا أو سيئا
لكن خلقه ملاكا وكبرياءه صار شيطانا.
الله بسابق علمه يعلم كل شيء، فالمستقبل القريب والبعيد مكشوف أمامه
مثل الماضي والحاضر، ولكن حكمته اللامتناهية رأت أن يخلق الملاك
الذي سيسقط وسيسقط وراءه ملائكة وبشر، وهو يعلم أيضا
أنه قادر أن يحول الشر إلى خير، فعندما خلق الله الملائكة خلقهم ووهبهم
حرية الإرادة، وعندما تمرد الشيطان وتكبر وأراد أن يرفع كرسيه
فوق كرسي العلي:
"كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح، كيف قطعت إلى الأرض
يا قاهر الأمم، وأنت قلت في قلبك أصعد إلى السموات، أرفع كرسي
فوق كواكب الله، أصير مثل العلي، لكنك انحدرت إلى الهاوية
إلى أسافل الجب" (أش 14: 12-15).
فانه سقط بكامل إرادته، وبدون غواية أحد، وحتى الملائكة
الذين انصاعوا إلى مشورته ذهبوا وراءه بكامل إرادتهم
ومرت فترة الاختبار على الملائكة وسقط من سقط وثبت في محبة الله
من ثبت. والذين سقطوا لا توبة لهم ولا خلاص لأسباب كثيرة نذكر منها
الآتي:
- لم يسقط الشيطان بغواية آخر، بينما سقط الإنسان بغواية الشيطان.
- كان الشيطان قريبا من الحضرة الإلهية والعرش الإلهي أكثر كثيرا من
الإنسان.
- خلق الله الملائكة من طبيعة نارية (عب 1: 7) وطبيعة نورانية
ولا يوجد ما هو أقوى من النار والنور
بينما خلق الله الإنسان من تراب الأرض.
- كل من الملائكة الساقطين حمل خطية نفسه دون أية تبعية
أو تأثير على الآخرين.
أما آدم فعندما سقط فقد سقطت فيه البشرية جمعاء.
- كانت خطية الشيطان تحدي ومقاومة لسلطان الله إذ أراد إبليس
أن يجعل كرسيه فوق عرش الله، أما خطية الإنسان
فهي فقط عصيان لأمر الله بغواية عدو الخير.
*****
ورغم سقوط الملاك وصار شيطانا إلا أنه لم بفقد قدراته لأنها ستنزع
منه في اليوم الأخير لكن أعطانا الله السلطان أن ندوس الحيات
والعقارب وكل قوات العدو.
وليس للشيطان سلطانا على المؤمنين
وأعطانا السيد المسيح درسا في التغلب عليه.
فحين جرب ابليس المسيح في البرية لم يتسلط عليه ابليس
بل هرب منه، وكان سلاح السيد المسيح هو الكتاب المقدس.
***
مكتوب: قوة السيد المسيح أخرجت شياطين:
(مر 1: 27) فتحيروا كلهم حتى سأل بعضهم بعضا قائلين
ما هذا ما هو هذا التعليم الجديد لانه بسلطان
يأمر حتى الارواح النجسة فتطيعه.
(مر 6: 7) ودعا الاثني عشر وابتدأ يرسلهم اثنين اثنين
واعطاهم سلطانا على الارواح النجسة.
(لو 4: 36) فوقعت دهشة على الجميع وكانوا يخاطبون بعضهم بعضا
قائلين
ما هذه الكلمة لانه بسلطان وقوة يأمر الارواح النجسة فتخرج.
بل مناديل وعصائب الرسل كانت تخرج الأرواح الشريرة
ولا تتسلط عليهم: (اع 19: 12) حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل
او مآزر الى المرضى فتزول عنهم الامراض
وتخرج الارواح الشريرة منهم.