رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 18519 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 العمر : 51 الموقع : لبنان
| موضوع: (( ويقيم الخراف عن يمينه والجداء عن شماله ....هل أنت من الخراف ...أم من الجداء ؟ )) الجمعة سبتمبر 19, 2014 2:56 pm | |
| (( ويقيم الخراف عن يمينه والجداء عن شماله ....هل أنت من الخراف ...أم من الجداء ؟ ))
جاء في انجيل متى " انجيل الدينونة " ("متى جاءَ ابنُ الإنسان ِ في مَجدِهِ، وجميعُ الملائكةِ معهُ، يَجلسُ على عرش ِ مجدِهِ. وتـُجمَعُ لدَيهِ جميعُ الأُمَم، فيُمَيِّزُ بعضَهُمْ منْ بعض، كما يُمَيِّزُ الرَّاعي الخِرافَ منَ الجداء. ويُقيمُ الخِرافَ عَنْ يَمِينِهِ والجداءَ عنْ شمالِهِ. حينئذٍ يَقولُ المَلِكُ للذينَ عنْ يمِينِهِ: تعالـَوا، يا مُبارَكي أبي، رِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لكمْ مُنذ ُ إنشاءِ العالم؛ لأنـِّي جُعتُ فأطعَمتموني، وعَطِشتُ فسَقيتموني، وكنتُ غريبًا فآوَيتموني، وعُريانـًا فكسَوتموني، ومَريضًا فزُرتموني، ومَحبوسًا فأتيتمْ إليَّ. حينئذٍ يُجيبُهُ الأبرارُ قائِلين: يا رَبّ، متى رَأيناكَ جائِعًا فأطعَمناك، أو عطشانَ فسَقيناك؟ ومتى رَأيناكَ غريبًا فآوَيناك، أو عُريانـًا فكسَوناك؟ ومتى رَأيناكَ مَريضًا أو مَحبوسًا فأتينا إليك؟ فيُجيبُ المَلِكُ ويَقولُ لهُم: الحقَّ أقولُ لكم: كلُّ ما عَمِلتموهُ لأحَدِ إخوَتي هؤلاءِ الصِّغار، فلِي عمِلتموه! ثمَّ يَقولُ للذِينَ عنْ شِمالِهِ: إذهَبوا عنـِّي، يا ملاعِين، إلى الـنـَّار ِ الأبدِيَّةِ المُعَدَّةِ لإبلِيسَ وجُنودِهِ؛ لأنـِّي جُعتُ فما أطعَمتموني، وعَطِشتُ فما سَقيتموني، وكنتُ غريبًا فما آوَيتموني، وعُريانـًا فما كسَوتموني، ومَريضًا ومَحبوسًا فما زُرتموني! حينئذٍ يُجيبُهُ هؤلاءِ أيضًا قائِلين: يا رَبّ، متى رَأيناكَ جائِعًا أو عَطشانَ أو غريبًا أو مَريضًا أو مَحبوسًا وما خَدَمناك؟ حينئذٍ يُجيبُهُمْ قائِلاً: الحقَّ أقولُ لكمْ: كلّ ما لمْ تعمَلوهُ لأحدِ هؤلاءِ الصِّغار، فلِي لمْ تعمَلوه. ويَذهَبُ هؤلاءِ إلى العَذابِ الأبَديّ، والأبرارُ إلى الحَياةِ الأبَدِيَّة"......متى 25: 31-46 ) إنجيل متّى يضعنا أمام يوم الدينونة، يوم يأتي الرب الديّان ليسائلنا عما قدّمناه من أعمال رحمة تجاه الآخرفي حياتنا. وعديدةٌ هي أعمال الرحمة التي يذكرها النصّ من إطعام الجائع إلى إرواء العطشان فإيواء الغريب و إكساء العريان وافتقاد المريض والسجين. ولا يفصل الربّ بينه وبين هذا الإنسان الآخر المُحتاج إلى محبّة كيفما تجلّت. فكلّ عمل محبة تجاه الآخرهو عمل محبة تجاه المسيح وكل رفض للآخر هو رفض لمحبّة المسيح. ولا بدّ هنا من طرح السؤال: هل أعمال المحبة تجاه الآخرين دون ممارسة إيمانيّة تكفي لنيل الخلاص؟ يؤكد لنا المسيح أنّ الأعمال بلا إيمان لا معنى لها. فالمطلوب واحد: محبة الله. ولهذه المحبة وجهان: محبة الله في ذاته ومحبة الله في القريب. الواحدة دون الأخرى لا تكتمل. فالواحدة تعبير عن الأخرى وتغذية لها. و يميز السيد في إنجيل اليوم، إنجيل أحد الدينونة، بين حالتين متناقضتين ايجابية وأخرى سلبية، فمن جهة يقول "أطعمتموني" ومن جهة أخرى "لم تطعموني"، بحيث تشكّل المحبة الدافع الأكبر للقيام بالعمل الإيجابي الأول، بحيث يكون شكلها العملي العطاء، و حيث العطاء تكون المحبة، و حيث المحبة تكون رحمة الله، فلذلك مباركٌ من يحب وملعونٌ من لا يحب ومن لا يعطي ولا يعمل أعمال رحمة نحو الآخرين. ليس للعطاء، كأساس للمحبة، حدود أو نظام يقيده أو يحدد مقداره، أي لا يقاس فيما إذا كان كثيراً أو قليلاً فالله لا يسأل عن الكمية بل عن النوعية، وهكذا الذي لديه الكثير يعطي الكثير والذي لديه القليل يعطي القليل، أما الذي يميز بين الكثير والقليل فهو الرغبة بعمل الخير و الإرادة الحرة و المحبة المجانية، لذلك مغبوطٌ العطاء الآتي من حاجة وتعب عن العطاء الآتي من الغنى وعدم الحاجة. فَرِحَ المسيح بعطاء الأرملة الفقيرة لأنها أعطت فلسها من عوز "هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من الجميع" (مر43:12)، وعطائها هذا، ولو كان فلساً، كان كبيراً بعين الرب، لأنه يقدّر ويهتم بنوعية العطاء وليس بمقداره، والنوعية هذه تحدد مقدار المحبة التي يقتنيها. قسّم المسيحُ بكلامه، "أطعمتموني" و "لم تطعموني"، البشر إلى مجموعتين، الأولى مجموعة الصالحين المعطاءين المحبين وأخرى سيئين غير معطاءين وغير محبين، وسمى الذين يطعمون الجياع ويسقون العطاش ويأوون الغرباء...الخ بـ"مباركي أبي" ووراثي ملكوت السموات، و قال بأنهم يخدمونه في عملهم هذا، "الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم"، لأن الإنسان الرحيم يشعر بفرح إذا استطاع، رغم عوزه، مساعدة إخوته بالمسيح. أما الغير المعطاءين أو المحبين فسمعوا من الرب "لم تطعموني"، هم لم يعطوا لأنهم خافوا أن يخسروا أو أن تقل ممتلكاتهم، وأن لا يبقى شيء يستندوا عليه في حياتهم. هم اعتقدوا أن سندهم الضامن الوحيد في هذه الحياة هي المادة. الذين يعلّقون حياتهم بالمادة، كالممتلكات والبيوت الكبيرة الغالية الثمن بالسيارات الفخمة بالمنازل العالية، وبمجرد خسارتهم لها يفقدون معنى الحياة والوجود. حقيقة لأنه مأساة، فالإنسان الغني بممتلكات كثيرة، الذي لا يرى الحياة أبعد من المادة، الذي لا يساعد أخيه الإنسان المحتاج يخسر فرحاً كبيراً وسبباً للخلاص عليه أن يشاركه ببعضاً مما يملك، لأنه إن فعل ذلك سيعرف الفرح الأبعد من سعادته بما يملك، فيراه على وجه الذين أعطاهم شيء مما يملك، ويكتشف أن المحبة الحقيقة هي في العطاء وليس في المشاركة فقط كما يظن البعض. إخوتي الأحباء، تستند المحبة على عطاء نقوم به. وهي تحررنا من كل قيد، لأننا نشعر أنه يوجد إخوة من حولنا، إخوة بالمسيح، الذين ينتظروننا أن نقدم لهم شيء، مما أعطانا إياه الله، فتملئ حياتهم وحياتنا بالسعادة الحقيقة. إذا كنا نؤمن، ويجب أن نؤمن، بأن الإنسان يجب أن يكون على صورة الله، فعندها يجب أن يكون لدينا المحبة، لأنه حيث لا يوجد إيمان لا يوجد محبة. لذلك للذين يؤمنون ويحبون لا مشكلة لديهم فهم بحاجة فقط إلى بركة ورحمة الله. الدينونة التي سندان بها هي دينونة المحبة أولاً فلنتعلّم أن نحب بالعطاء، عندها نسمع من الرب أنتم الذين أطعمتموني وآمنتم بي تعالوا لترثوا ملكوت السموات أبعاد الدينونة هذه توحّد الوجود، تعطي معنى لزمننا الحاضر، إذ توحّد بين النشاط الزمني والايمان، بين الصلاة إلى الله ورحمة الإنسان، بين نيل الأسرار وفعل العطاء، بين محبة الله ومحبة القريب. هل نكون في موكب الأبرار الذين عرفوا كيف يلجون من خلال وجوه الناس إلى وجه الربّ السّاكن فيهم؟
| |
|
ناهيا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 1497 تاريخ التسجيل : 11/01/2014 العمر : 59 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: (( ويقيم الخراف عن يمينه والجداء عن شماله ....هل أنت من الخراف ...أم من الجداء ؟ )) الجمعة سبتمبر 19, 2014 7:25 pm | |
| موضوع مميز اختي رغدة ربنا يبارك بخدمتك | |
|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 17886 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: (( ويقيم الخراف عن يمينه والجداء عن شماله ....هل أنت من الخراف ...أم من الجداء ؟ )) الجمعة سبتمبر 19, 2014 7:59 pm | |
| | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 18519 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 العمر : 51 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: (( ويقيم الخراف عن يمينه والجداء عن شماله ....هل أنت من الخراف ...أم من الجداء ؟ )) الأحد سبتمبر 21, 2014 9:04 am | |
| | |
|
ليزا المديرة العام
عدد المساهمات : 12357 تاريخ التسجيل : 11/01/2014
| موضوع: رد: (( ويقيم الخراف عن يمينه والجداء عن شماله ....هل أنت من الخراف ...أم من الجداء ؟ )) الأحد سبتمبر 21, 2014 10:32 am | |
| | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 18519 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 العمر : 51 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: (( ويقيم الخراف عن يمينه والجداء عن شماله ....هل أنت من الخراف ...أم من الجداء ؟ )) الأربعاء سبتمبر 24, 2014 7:19 am | |
| | |
|