في قول المسيح:
"أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ. هَئَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَاباً مَفْتُوحاً وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ،
لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي، وَلَمْ تُنْكِرِ ٱسْمِي" (8:3)
التفسير:
في الآية (8) يقول المسيح لجماعة كنيسة فلادلفيا:
"أنا عارف أعمالك"، قوله هذا ذُكر في الآية (1) وكان فيه تهديدًا،
أما هنا فهو لطمأنتهم، وهذا يتبين من قوله لهم:
"لأن لك قوة يسيرة".
في الآية (7) قال لهم عن نفسه:
"الذي له مفتاح داود"،
وهنا يقول لهم:
"هأنذا قد جعلت أمامك بابًا مفتوحًا ولا يستطيع أحد أن يُغلقه"،
بمعنى أنه هو المالك للمفتاح
وقد ترك الباب المفتوحًا ولا أحد غيره له سلطان أن يُغلقه أو يفتحه،
وهذه إشارة رجاء وأمل.
وهذا الوعد للمسيح يجعل كل مسيحي مؤمن
لا يتملكه اليأس في أي لحظة عندما تقابله التجارب والشدائد،
أو يفقد الأمل بالعودة وقبول المسيح له مرة أخرى
إن حاد عن الإيمان المسيحي الحق، أو إذا وقع في الخطيئة.
ثم يقول المسيح لهم:
"لأن لك قوة يسيرة، وقد حفظت كلمتي، لم تُنكر اسمي"،
من قوله هذا يبدو أن جماعة هذه كنيسة أُنهكوا نتيجة لتعرضهم للاضطهاد
والمقاومة والتشكيك في إيمانهم بالمسيح من اليهود، كما سيُذكر من الآية التالية،
إلا أنهم حفظوا إيمانهم القويم الذي تسلموه من الرسل الأطهار متمسكين
بإيمانهم بيسوع المسيح ولم ينكروه، فكافأهم المسيح بأن جعل أمامهم بابًا مفتوحًا.