هناك صفات كثيرة للصلاة الروحية
منها أن تصلى بإيمان ، وباٍنسحاق ، وبفهم ، وبتركيز ، وبحب وعمق ، وحرارة ، صلاة من القلب وليس من الشفتين فقط ، ونحن نود الآن أن نتكلم عن الصلاة باٍنسحاق القلب .
+ فالذبيحة عند الله ، هى روح منسحق ( مز 50 )
والله لا يرد المنسحقين أبدا ، وقد كانت صلاة العشار فى اٍنسحاقها مقبولة أمامه ،
خرج العشار بها مبررا ، مع أنها كلمات قليلة .. جملة واحدة .
+ الصلاة المنسحقة هى صلاة معترفة بخطاياها وعدم استحقاقها
لا تبرير فيها للذات ، ولا أعذار ، بل اعتراف باستحقاق الدينونة ، صلاة لم يجرؤ فيها
العشار أن يرفع عينيه إلى فوق ، وفى مذلة وقف من بعيد ....
+ الصلاة المنسحقة قد تكون أحيانا مصحوبة بالدموع،
مثل صلاة حنة أم صموئيل ، ومثل بكاء بطرس بعد نكرانه على أن تكون الدموع غير
مصطنعة وغير متكلفة ولا تكون أيضا موضعا للاٍفتخار ، تكبر بها النفس فى عين ذاتها ،
أو فى عيون الآخرين .
+ والصلاة المنسحقة تشكر أكثر مما تطلب ، ترى أنها غير مستحقة أن تطلب شيئا ،
أو هى فى خجل بسبب خطاياها لا تجرؤ أن تطلب سوى الرحمة ، وهى تشكر على
كل شئ شاعرة إنها لا تستحق شيئا .
+ والصلاة المنسحقة هى فى نفس صلاة خاشعة
فى سجودها لا تلتصق رأسها فقط بالتراب ، بل تقول مع المرتل ( لصقت بالتراب
نفسى ) تقف أمام الله فى هيبة ، وتكلمه باحترام ، وبفهم ، وبألفاظ متضعة .
+ الصلاة المنسحقة هى صلاة التراب والرماد ،صلاة إنسان لا يرى نفسه شيئا ،
سوى تراب ورماد ، كأيوب بعد التجربة ( 42 : 6 ) وكصلاة أبينا إبراهيم ( تك 19 )
ومثل صلاة نحميا فى تذلله وبكائه وأعترافه ( نح 1 )
( من أنا يارب حتى أتحدث اٍليك ؟! اٍنه تواضع كبير من رب الأرباب أن يستمع إلى التراب )