الاب فادي هلسا
لمن الويل ثم الويل والويل
من سفر مراثي أرميا أصحاح 4
1 كيف اكدر الذهب، تغير الإبريز الجيد انهالت حجارة القدس في رأس كل شارع
2 بنو صهيون الكرماء الموزونون بالذهب النقي، كيف حسبوا أباريق خزف عمل يدي فخاري
3 بنات آوى أيضا أخرجت أطباءها، أرضعت أجراءها . أما بنت شعبي فجافية كالنعام في البرية
4 لصق لسان الراضع بحنكه من العطش . الأطفال يسألون خبزا وليس من يكسره لهم
5 الذين كانوا يأكلون المآكل الفاخرة قد هلكوا في الشوارع . الذين كانوا يتربون على القرمز احتضنوا المزابل
6 وقد صار عقاب بنت شعبي أعظم من قصاص خطية سدوم التي انقلبت كأنه في لحظة، ولم تلق عليها أياد
7 كان نذرها أنقى من الثلج وأكثر بياضا من اللبن، وأجسامهم أشد حمرة من المرجان . جرزهم كالياقوت الأزرق
8 صارت صورتهم أشد ظلاما من السواد . لم يعرفوا في الشوارع . لصق جلدهم بعظمهم . صار يابسا كالخشب
قرأتُ هذه الآيات فدمعت عيني فعلى ضفاف دجلة جلس أرميا النبي مسبيا مع شعبه يذكر أيام العز والرفاه وأين وصل بهم الحال .
جلست وتأملت فعجبت مما دار برأسي من أفكار
لقد كسى الرب شعبه في صهيون الجديدة ( الكنيسة ) حلة من الذهب الخالص والذهب هنا كناية عن الطهارة الفائقة لقد طهرهم من نتائج الخطيئة الجدية وخرجوا من المعمودية أنقياء وبحلة من الطُهر ألبسهم المسيح عروس الكنيسة السماوي .
وتدور عجلة الزمن وتدور وتدور ولا يتوقف الزمن .
ونصل اليوم إلى عصر التكنولوجيا والانفجار المعرفي . فرأيت عجبا
من يحضرون للكنيسة خطواتهم بطيئة متثاقلة وحرارة العشق للسماويات منطفئة
رأيت الكهنة مولعين بالمادة والهموم المعاشية حتى وهم في خدمة الأقداس السماوية .
رأيت الأيدي ترتفع في الصلاة لكنها مسترخية وتكاد تراها لا حياة فيها .
ترى الشباب والبنات يبتعدون رويدا رويدا فالكنيسة يريدونها ملئا لملذاتهم وأهوائهم وملبية لشهواتهم وناديا للتعارف .
أثناء العظة ترى أكثر من سيدة وقد سيطر عليهن سلطان النوم خارج سماع كلمة الرب .
وفي كنائس كبرى.
رأيت من يصور بالموبايل وأثناء الصلاة تنزل الصور على فيس بوك
ورأيت في تلك الكنائس من يقاطعون صينية النقود وينسون أن ما يُقدم يقدم من مال الله لله .
رأيتُ بعض الكسالى وهم يضوجون من طول الخدمة ناسين بين يدي من هم واقفون .
رأيت المرتلين يرتلون بروتينية عالية لقاء أجر وفي زمن مستقبل يجب أن يتقاضى المؤمنون أجرا على حضور الصلاة في الكنيسة .
رأيت اللذين يتقدمون للقربان المقدس يلقون القدسات للكلاب ولن أزيد أكثر
رأيت المادة طغت على كل روحانية .
وخارج الكنيسة .
نبهت بناتنا أكثر من مرة أن لا يضعن صورهن على فيس بوك وكل من قرأت تحذيري زاد معدل ما تنزله من صور حتى اكتشف بعضهن صورهن في مواقع إباحية ويا ليت الأخريات اتعظن وأخذن العبرة .
رأيت المجون والاستهتار في كل شبابنا ومؤمنينا وكهنتنا ولا أستثني حتى نفسي من هذا .
رأيت شابا يتقدم للزواج من فتاة ويتم الزواج ثم تمضي 10 سنوات والعريس يسدد ما تم صرفه من أموال لأجل الكذب الفاضح والبهورة الماجنة .
ورأيت أخرى تفر مع أحدهم من خارج مسيحيتها لتعيش معيشة الكفاف والجوع .
رأيت القيم الروحية وقد غدت في الحضيض ولا رادع يكبح جماح العهر الحالي ولا من يوقف انحدار الأخلاق والقيم نحو دركات الأرض السفلى
رأيت نساء وقد انبرت ألسنتهن وبكلمات تخدش كل حياء تظن نفسها تنتقد ولا تراها الا وتسب وتطرح الدرر أمام الخنازير .
ومن أمام دجلة ينادي أرميا حتى اليوم كل متثاقلي السمع والغليظة قلوبهم والنائمة ضمائرهم .
لكني أتحدث بلهجة أقسى من هذا النبي الباكي على ضفاف دجلة .
لقد فقدنا الحياء الروحي والجسدي والمادي والأخلاقي أيضا
حل العري محل الستر
حل المجون محل الاحتشام
حل الشيطان بدل المسيح
ترى من يتباهى بجمال جسده ونسي قول النبي القديم أنه تراب ورماد
ألا نستحق الويل
ألا يجب أن نقف أمام هيكل الرب لنولول ونشد الشعر ونقطع الوجه ؟
أي قانون توبة سينفع
ولو باغتنا يوم الرب أين سنهرب
وأي أرض فيها سنختبئ
شعب المسيح فقد حلة الذهب التي بالمعمودية قد لبسها
ليس من يصنع صلاحا ليس ولا واحد
سيفنى كل متمسك بالأرضيات ونسي الله
وسنرى حين تضمحل الأرض سيضمحل كل متمسك بها
ألا نتخيل موقفا أمام الله ؟
ألم نخجل من أنفسنا حين ننظر الصليب والمتألم المجروح عنا
جحدنا كل شيء
والحياة تمضي للباطل
أصبح الأولاد يُضربون إن علم الأهل أنهم ذهبوا للكنيسة
فئة قليلة من تصوم
فيا ويلنا ثم الويل والويل لنا
جانبي كشف الحساب الذي سنقدمه للرب
المدين والدائن متساويا ويساويان صفرا
وليسترنا الله أن لا ينزل الكشف دون الصفر
ألا من يقرأ هذه السطور ينظر ويفكر ويتأمل
بل ويصحو من سباته ويقول أين أنا ؟
يوم الرب على الأبواب ألا نستغل محبة الرب وجوده لنا بالغفران
فكر يا شعب الرب وارجع لمحبتك الأولى قبل أن يفوت الأوان
آمين