ايها الرغيف ...
ما اغربك ايها الرغيف
ذو وجهين مختلفين...
تعكس في مراياك
وجوه الفلاحين السمر
يقطفون القمح يحولونه حبوباً
تصوّر وجوه الشباب الفرحة على درب الطاحونة
يغنون على لحن صوت تلك الناعورة
التي طالما داعبت مياه النهر برقصاتها...
وضحكات الصبايا حاملات جرار المياه للبيوت
وسهراتهم في المساء حول الموقد... النساء تخبزن
وهم يغنون ...يطربون في تلك الامسيات
كأن الحياة نعيم لا خوف ولا هلع
كأن العمر حب وامسيات احلام...
لكن وجهك الثاني يقتلني يجعل تلك الايام الماضية سراب
يعكس الوفرة والغنى في كل مكان ... غيرت شكلك
انواع والوان كثيرة اختلفت فيها الاراء والطعمات
هزمت تلك الايام القديمة ايام كانت اهميتك الحاجة اليك
,
صورة وجهك الثاني عكست جشع انسان ..
.فقدان ذاكرة انسان
لاّلاف ينتظرون ذلك الذي يسمونه الرغيف ليقتاتوا منه
عكست حروباً دمرت مئات المدن للسيطرة والتحكم
حرب على ما يسمونه الرغيف ....رغيف العيش
فكم كنت اشهى في ماضيك ...
طعمك طعم الحرية ....المحبة والاخاء
وما اسوء ما صرت عليه اليوم قوت الاغنياء وجوع الفقراء
ريما بورجاس