كنيسة أبو قسطور
دير العذراء الأثري أعلي قمة جبل الطير.. و”بئر مياه” يتخلل قلب كنيسة أبو قسطور
الأهالى 13/11/2012م رانيا نبيل
في قلب قرية بردنوها بمركز مطاي محافظة المنيا، تستقر كنيسة القديس ابو قسطور الاثرية التي يتوسطها بئر مياه اكتشف منذ 500 عام تقريباً. وأعلي قمة الجبل الملاصق للنيل بالمنيا، وهرباً من بطش هيرودس الملك اليهودي، جاءت العائلة المقدسة للاختباء في مصر، واستقرت لمدة ثلاثة أيام داخل مغارة أعلي الجبل، بعدها امرت الملكة هيلانة ببناء كنيسة في نفس المكان لتكون مزاراً دينياً وسياحياً.
الكنيسة بها حجاب ومطعم قديم وبعض الايقونات القديمة وبعض المخطوطات. يحيط بالكنيسة سور عال يتخلله فناء كبير بداخله ثلاث كنائس (كنيسة ابو قسطور- كنيسة مارجرجس- كنيسة السيدة العذراء) بنيت الكنيسة فوق مرتفع كان يحوي الكنيسة التي شيدت بعد وفاة القديس، اما الكنيسة التي فيها جسده توارت تحت الارض وبنيت فوقها الكنيسة الموجودة حاليا وبالكنيسة بئر مياه قديم تم اكتشافه منذ 500 عام، بحسب تأكيدات القائمين بالكنيسة وحارس البئر، ويذهب اليه المواطنون علي اختلاف ديانتهم للتبرك بالماء المتدفق منه.
اما عن سبب تسمية الكنيسة بهذا الاسم، فيرجع الي القديس ابو قسطور الذي تم رسامته قساً علي قرية بردنوها، وظل يخدم بهذه الرتبة بحوالي ثمانين عاما، اختلف مع الوالي فأرسله الي مصر القديمة الذي قام بتعذيبه ثم أرسله الي والي الاسكندرية واستسشهد هناك في اوائل القرن الرابع الميلادي، -وبحسب التسجيلات الكنسية- رجع جسده عائما فوق مياه النيل بعد ان ألقاه الوالي في البحر ولكنه وصل الي مدينة البردنوها واستقبله الشعب وكفنوه بكرامة تليق بالقديسين وبنوا علي أسمه كنيسة حفظوا بها جسده إلي اليوم.
أطلق المسيحيون علي دير العذراء بسمالوط اسم “دير العذراء بجبل الطير” وذكر المقريزي في كتاب الخطط المقريزية الجزء الرابع معللاً سبب تسمية هذا الجبل بجبل الطير فقال: أنه سمي بجبل الطير نظراً لأن ألوفاً من طير “البوقيرس” كانت تجتمع فيه وهو طير أبيض الريش وله منقار طويل بلون سن الفيل وله أهداب حول عنقه”. وهذا الطير من الطيور المهاجرة التي تهرب من شتاء وبرد أوربا القارص إلي دفء شتاء وادي النيل بمصر في هذا الجبل. وأطلق علي الجبل ايضاً جبل الكف حيث يذكر التقليد القبطي ان العائلة المقدسة وهي بجوار الجبل، كادت صخرة كبيرة من الجبل ان تسقط عليهم فمد الرب يسوع يده ومنع الصخرة من السقوط فامتنعت وانطبعت كفه علي الصخر.
تبدأ احتفالات المصريين بمولد السيدة العذراء في دير جبل الطير، في الثالث من يونيو كل عام، وهو المولد الذي يحضره سنوياً قرابة الـ2 مليون شخص بين مسيحيين ومسلمين، مصريين وأجانب، يأتي المولد كاحتفال شعبي بذكري مرور العائلة المقدسة.