علمى طفلك
غالباً لا تنتهى مطالب الصغار خصوصاً فى ظل إغراء الإعلانات عن السلع الاستهلاكية وألعاب الأطفال، بالإضافة إلى أنانية الطفولة التى تدفعهم إلى الرغبة فى شراء أو اقتناء كل شىء يراه ويعجبه والسؤال هو كيف نعلم أطفالنا الرضا بحياتهم مهما كان مستوى الأبوين الاجتماعى.
وعن كيفية تعلم الأطفال الشعور: غالباً ما يصاب الأطفال بهوس اقتناء كل جديد من أدوات مكتبية جديدة أو ألعاب إلكترونية حديثة أو ملابس فاخرة بصرف النظر عن المستوى الاجتماعى والاقتصادى لأسر هؤلاء الأطفال الذى يمكنه توفير هذه المطالب، وللأسف لا يشعر الطفل بالرضا حتى بعد تلبية طلباته.
ونشير إلى أن الأبوين هما المسئولان عن التمادى فى هذا السلوك السلبى من الأطفال، لأن الاستجابة لجميع طلباتهم بدون تردد تعتبر تنشئة مادية تكون بعيدة عن المعايير التربوية السليمة، فهى تخلق طفلاً أنانياً، متسلطاً، غير محبوب من زملاءه ويمهد الطريق لانحراف الطفل فى المستقبل.
وهناك بعض الإرشادات التى يمكن أن تعلم الأم طفلها الرضا وهى:
1- تحديد ميزانية للطفل:
يجب على الأم تحديد مصروف كافٍ للطفل أسبوعياً مع تحديد المتطلبات الأساسية للطفل مع الأخذ فى الاعتبار مناقشة الطفل فى ما يلزمه.
2- إشراك الطفل فى وضع ميزانية شهرية للأسرة تشمل المصروفات المعيشية بشكل اعتيادى والتى لا ترتبط مثلا برفض طلب ما كان قد طلبه حتى لا يكون الهدف منه إشعاره بالذنب والتأنيب غير المباشر، وإنما لتوضيح حقيقة الوضع المالى للأسرة لإشعاره بالمسئولية وتدريبه على ترتيب الأولويات.
3- تخصيص مبلغ محدد من ميزانية الأسرة لمساعدة المحتاجين، مع تذكير أطفالنا أن هناك أطفالاً يتركون التعليم ويعملون عملاً شاقاً من أجل توفير أساسيات الحياة لأسرهم.
4- استخدام فن المماطلة: عندما يطلب منك طفلك شراء غرض معين، لا تنفذى طلبه على الفور، بل اطلبى منه تأجيله حتى تنخفض الأسعار، أو حين يأتى أول الشهر حتى يحين موعد استلام الراتب الشهرى. فن المماطلة بذكاء يغرس بذرة فى عقل طفلكِ وهى أن يكون عقلانياً دائماً ولا يتصرف باندفاعية قبل الإقدام على الشراء.
_ 5- على الأم أن تعقد مع الطفل اتفاقاً بأنه لو أنفق مصروفه بطريقة سيئة قبل حلول موعد المصروف القادم فإنه لن يحصل على أموال إضافية، وإن حدث العكس فسوف يحصل على مكافأة.
6- اصطحبيه للتسوق: اصطحاب طفلك إلى "السوبر ماركت" طريقة مفيدة لتعليمه كيفية إنفاق المال عن طريقة مقارنة الأسعار والتمسك بحدود الميزانية التى رصدتها الأسرة للشراء فى هذا اليوم واتركيه يقرأ لكِ الأسعار، ويقارن بعضها ببعض فهذا يشعره بقيمة التوفير.
7- ساعدى طفلك على تحويل الهدايا المالية و"العيدية" إلى مشروع للادخار من خلال الحصالة لأن النقود المدخرة تشعر الطفل بالثقة بالنفس من حيث إدارته لأمواله البسيطة.
وأخيراً لا تتركى العواطف تحركك تجاه طلبات طفلك، فالتوازن ضرورى بين المطلوب والمتاح، والتربية المعنوية أفضل من التربية المادية فالمال وسيلة وليست هدفاً من أهداف الحياة.