نصيف خلف قديس خادم الكل
عدد المساهمات : 6708 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : الكويت
| موضوع: أخبروا إنه كان في البريةِ بالديارات الأربعاء سبتمبر 24, 2014 9:46 pm | |
| +قصه من بستان الرهبان. أخبروا إنه كان في البريةِ بالديارات
، راهبٌ كبيرُ السنِ، طالت أيامُه، وكان له تلميذان، وكان أحدُهما غافلاً عن نفسِه، عن الصلاةِ في أوقاتها، عاجزاً متوانياً فيما يُقرِّبه إلى الله سبحانه، وكان الشيخُ معلَّمُه يعاتبه كثيراً ويعظه، ويوصيه أن لا يتركَ الصلاةَ، قائلاً له: «يا ابني، ليس شيءٌ أضرَ بالراهبِ من تركِ الصلاةِ، وليس شيءٌ يحبه المجرِّب مثلَ تركِ الصلاةِ، فاحذر يا ابني أن تُقوِّي الشيطانَ على هلاكِك». بهذا الكلامِ ومثلِه، كان الشيخُ يعظه، ويؤدبه، وهو لا يسمع، ولا يرجع عن التواني، وأقام على ذلك مدةً. ثم إن الراهبَ تنيح، فأحبَّ الشيخُ أن يَعلمَ مصيرَ التلميذ، فقام وأغلق بابَ قلايته، وأتعبَ نفسَه بالصومِ والصلاةِ والسهرِ الدائم، ولما طال تعبُه، أحبَّ اللهُ أن يُظهرَه له، فطرح عليه سُباتاً، فنام، وبينما هو نائمٌ، رأى ملاكَ الربِّ أخذ بيدِه، يدور به ويريه مواطنَ الأبرارِ، ومساكنَ الصديقين، وهو متعجبٌ من الراحةِ التي هم فيها، وكان الملاكُ يقول له: «هؤلاء هم الذين أرضوا المسيحَ»، كما أراه الملاكُ مواضعَ أصنافِ العذاب، وأهوالاً عظيمةً، ففزع مما رأى، فقال له الملاكُ: «لا تخف، حتى تعلمَ ما أتعبتَ نفسَك بسببهِ»، فقويَ قلبُه، وبقيَ متفرساً. وبينما هو كذلك، إذ رأى بركةً عظيمةً شبه الموضع الواسع، وفيها نيرانٌ متقدة، ولهيبُها يصعدُ، وإذا بجماعةٍ، قيام فيها، بعضُهم في النارِ إلى عنقِهِ، وبعضُهم إلى صدرِهِ، وبعضُهم إلى بطنهِ، وبعضُهم إلى ركبتيه، فلما رآهم، جعل يتفرس فيهم، وبينما هو كذلك، إذا به يرى تلميذَه المتواني قائماً في وسطِ النارِ، إلى سُرَّتِه، فقال له: «أليس هذا ما كنتُ أخشى عليك منه؟ وقد كنتُ أحذَّرك يا ابني»، وصار الشيخُ يبكي عليه، فقال له تلميذُه: «من شأنِ الله يا أبي، ارفع عني القربانَ، واطلب من اللهِ بسببي. يا أبي، إنَّ تحت رجليَّ أقواماً آخرين، وأنا واقفٌ على رؤوسِهم». وبينما الشيخُ كذلك، انتبه من نومِه وهو مرعوبٌ، فصنع الشيخُ عن تلميذِه قرابينَ كثيرةً، وسأل الربَّ أن يريه حال التلميذِ، فخُطف عقلُه في نصفِ النهارِ بسهوٍ، فرأى تلك البركة المنتنةَ، ورأى تلميذَه وقد تركته النيران، وبقيت فقط على أمشاطِ رجليه، وهو يصرخُ، فناداه الشيخُ قائلاً،: «يا ابني، ويا نور عينّيَّ، ها قد صنعتُ عنك القربانَ، فكيف حالُك الآن؟» فقال له: «يا أبي، قد زالت النارُ عني، ووجدتُ راحةً ما خلا رجليَّ، فلا زالتا في الأتونِ، فتصدَّق عليَّ بقربانٍ آخر». فلما انتبه الشيخُ، صنع عنه القربانَ، وأَكثَرَ الطلبَ بسببهِ، وسأل أن ينظرَه دفعةً أخرى، فرأى في الرؤيا، وقد زالت النارُ عنه، فسأله قائلاً: «يا ولدي، كيف حالُك اليوم؟»، فقال: «يا أبي، قد زالت عني النارُ، ولستُ أريد شيئاً سوى أن أنظرَ لأني أعمى». وعندئذ انتبه الشيخُ من نومِه، وسبَّح الله قائلاً: «يا رب، ما أكثر تحننك على جنسِ البشرِ»، وهمَّ الشيخُ أن يطلبَ من الربِّ بسببِ التلميذِ كي ينظرَ، ولكن في أثناءِ ذلك، تنيح الشيخُ بشيخوخةٍ حسنةٍ مُرضيةٍ. اباء البريه | |
|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 17886 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: أخبروا إنه كان في البريةِ بالديارات الأربعاء سبتمبر 24, 2014 9:51 pm | |
| | |
|
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
| موضوع: رد: أخبروا إنه كان في البريةِ بالديارات الأربعاء أكتوبر 01, 2014 3:29 pm | |
| | |
|