اﺭﺍﺩ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻭﺯﻳﺮﻩ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻬﻤﻪ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺸﺮ
ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﺸﻬﻮﺩ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﻷﻣﺎﻧﻪ
ﻭﺧﺪﻣﺘﻪ ﻟﻸﺧﺮﻳﻦ
ﻓﻔﺘﺶ ﻓﻰ ﺩﻓﺎﺗﺮﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻱّ ﺧﻄﺄ
ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ
ﻓﺄﺷﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺯﻳﺮ ﺁﺧﺮ ﻭﺛﻨﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ
ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻟﻴﺠﻴﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ-
ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻓﺈﻻّ ﻳﺴﺘﻄﻊْ
ﻳﻄﺮﺩْﻩُ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﻭﺳﺄﻝ
ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ
ﻭﻫﻲ-:
-1 ﻣَﻦْ ﻗﺒْﻞَ ﺍﻟﻠﻪ؟
2-ﻓﻲ ﺃﻱّ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﺠﻠﺲ ﺍﻟﻠﻪ؟
3- ﻫﻞ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ؟
ﻓﺄﻏﻠﻖ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺑﺎﺏ ﺣﺠﺮﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻛﻞ
ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻟﺘﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺣﺰﻧﻪ
ﻓﺄﺧﺒﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﺑﻨﺘﻪ:
ﺧﺬﻧﻰ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﺟﻴﺐ ﻟﻚ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺨﻒ
ﻻﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻨﺎ!
ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭﺍﺑﻨﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻗﺎﻝ
ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻭﺑﺴﻴﻂ ﺣﻠّﻬﺎ
ﺣﺘﻰ ﺍﻥّ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺑﺴﺮﻭﺭ
ﻭﺗﻘﺪّﻣﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻗﺎﻟﺖْ
ﺇﻟﻴﻚ ﺇﺟﺎﺑﺔ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻭﻝ: ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ؟
ﺃﺭﺟﻮ ﻣﻨﻚ ﺃﻭّﻻً ﺃﻥ ﺗﻌﺪّ ﻣﻦ 1 ﺍﻟﻰ 10
ﻓﻌﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻄﻠﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺪ ﻣﻦ 1 ﺍﻟﻰ 10
ﻓﻌﺪّ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺛﻢ ﻛﺮﺭﺕ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ!
ﻓﺘﻀﺎﻳﻖ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﻌﺪّ
ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻮﺟﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻚ:
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲﺀ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲﺀ
ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ.
ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻴﻚ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ:
ﺃﻳﻦ ﻳﺠﻠﺲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ؟
ﺃﺣﻀﺮ ﻟﻰ ﻛﻮﺏ ﻣﺎﺀ ﻭﺿﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﻠﻌﻘﺔ ﺳﻜﺮ
ﻭﺫﻭّﺑﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍً
ﻓﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﻤﺎﻃﻠﺒﺖ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺍﻳﻦ ﺍﻟﺴﻜﺮ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻗﺪ ﺫﺍﺏ ﻓﻰ ﻛﻮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻛﻠﻪ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻠﻪ- ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺜﻞ
ﺍﻟﺴﻜﺮﺍﻟﻤﺬﺍﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ.
ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ: ﺇﻟﻴﻚ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻫﻞ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻯﺎﻷﻣﺎﻡ؟
ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﺣﻀﺮ ﻟﻲ ﺷﻤﻌﺔ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ
ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ
ﻭﺃﺣﻀﺮ ﻧﺎﺭﺍً ﻹﻳﻘﺎﺩ ﺍﻟﺸﻤﻌﺔ
ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﺃﻭﻗﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺸﻤﻌﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ:
ﺃﻳﻦ ﺃﺿﺎﺀﺕ ﺍﻟﺸﻤﻌﺔ ﻓﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﺃﻡ ﻓﻯﺎﻟﺨﻠﻒ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﺃﻳﻦ؟
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺸﻤﻌﺔﺃﺿﺎﺀﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻛﻠّﻪ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻀﻲﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻛﻠﻪ
ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﻻ ﺧﻠﻒ
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺈﻋﺠﺎﺏ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ
ﻻ ﺗﺴﺌﻞ ﻛﻤﺎ ﺳﺄﻝ ﻓﻴﻠﺒﺲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪﻳﻤﺎً:
ﺃﺭﻧﺎ ﺍﻵﺏ ﻭﻛﻔﺎﻧﺎ، ﻷﻥّ ﺍﻟﺮﺏّ ﻳﺴﻮﻉ ﺇﻟﻬﻨﺎ ﻣﻌﻨﺎ
ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻓﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ
ﻟﻴﻨﻴﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ
ﻟﻨﺠﺎﻭﺏ ﻛﻞّ ﻣﻦ ﻳﺴﺄﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ
ﻓﻴﻨﺎ