بعد حادثة موت المسيح على الصليب أختفى الصليب المقدس لأن اليهود دفنوه في حفرة كبيرة لمنع المسيحيين الأوائل من زيارته وتكريمه نظرا للمعجزات الكثيرة التي كانت تحدث
أختفى الصليب لمدة (3) قرون
الملكة هيلانة والدة الملك قسطنطين الكبير قامت بالبحث عن خشبة الصليب المقدس فذهبت الى اورشليم وبدأت تبحث هناك ففتشت حتى وجدت 3 صلبان واحتارت في أيهما يكون صليب الفداء
اقترح البطريرك مكاريوس أن توضع الصلبان على جثة أحد الموتى الذين كانت تمر جنازته بالمكان في ذلك الوقت فجاءوا بالصلبان الثلاثة ووضعوا الواحد تلو الآخر على جثة الرجل فلما لمس صليب الفداء الجثة عادت الحياة للميت بأعجوبة باهرة ومجدوا الله وعرفوا الصليب الحقيقي للرب يسوع
وبعد ذلك وضعوا الصليب على امرأة مريضة فبرئت من مرضها في الحال ونالت الشفاء فتأكد لديهم أنه الصليب الذي مات عليه الرب له المجد
وكانت هناك إشارة في حال وجدت الملكة الصليب هي إضرام النار على رأس الجبال وهكذا أضاءت المدينة كلها وكان ذلك اليوم هو(14/ ايلول سنة 330م) ولهذا السبب نحتفل بعيد الصليب
رفعت الملكة هيلانة الصليب المقدس على جبل الجلجلة وأمر ابنها الملك قسطنطين الكبير ببناء كنيسة في نفس موضع الصليب وهو مكان قبر المسيح وسميت بكنيسة القيامة او كنيسة القبر ولا تزال موجودة الى يومنا هذا وفي اسفل الكنيسة تمثال برونزي للملكة هيلانة وهي تحمل وتعانق الصليب المقدس
في القرن (7) قام الفرس بقيادة الملك كسرى الفارسي بهجمة على كنائس فلسطين ففتح القدس ودمر ونهب الكثير من المدن الفلسطينية وأسر الآلاف من المسيحيين ونقلهم الى بلاده وأخذ الغنائم ومن بينهم كانت خشبة الصليب المقدس وبقيت في حوزته 14 عاما
ولما أعتلى ملك الروم هرقل سعى للصلح مع الملك كسرى لكن كسرى رفض فهجم الملك هرقل بجيش جبار وهزم كسرى وعادوا الأسرى وعادت ذخيرة عود الصليب فأتي بها الملك هرقل وخرجت الجماهير بهتافات وتراتيل النصر والابتهاج
وبعد مرور عام جاء الملك هرقل ليعيد الصليب على موضعه على جبل الجلجلة واستقبله الشعب وعلى رأسهم البطريرك زكريا وكان الملك هرقل يلبس ملابسه الملوكية وتاج الذهب على رأسه وحمل الصليب على كتفه ولما أقترب من المكان ثقل عليه فلم يستطيع أن يدخل به فتقدم إليه البطريرك زكريا قائلا له: أذكر أيها الملك أن المسيح كان حاملا الصليب مكللا بالشوك ولابسا ثوب السخرية فاخلع تاجك الذهبي وانزع وشاحك الملوكي فعمل بالنصيحة وارتدى ثوبا حقيرا ومشى مكشوف الرأس حافي القدمين فتمكن من حمله ودخل الكنيسة
الملوك والأمراء والمؤمنون المسيحيون بدأوا يطلبون قطعا من الصليب للاحتفاظ بها كبركة لهم ولم يتبقى سوى قطعتان واحدة لا تزال في اورشليم والثانية في كنيسة الصليب المقدس في روما