حديث اليوم
من المزمور 16 يقول :
1 اِحْفَظْنِي يَا اَللهُ لأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ.
2 قُلْتُ لِلرَّبِّ: «أَنْتَ سَيِّدِي. خَيْرِي لاَ شَيْءَ غَيْرُكَ».
3 الْقِدِّيسُونَ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ وَالأَفَاضِلُ كُلُّ مَسَرَّتِي بِهِمْ.
4 تَكْثُرُ أَوْجَاعُهُمُ الَّذِينَ أَسْرَعُوا وَرَاءَ آخَرَ. لاَ أَسْكُبُ سَكَائِبَهُمْ مِنْ دَمٍ، وَلاَ أَذْكُرُ أَسْمَاءَهُمْ بِشَفَتَيَّ.
5 الرَّبُّ نَصِيبُ قِسْمَتِي وَكَأْسِي. أَنْتَ قَابِضُ قُرْعَتِي.
6 حِبَالٌ وَقَعَتْ لِيفِي النُّعَمَاءِ، فَالْمِيرَاثُ حَسَنٌ عِنْدِي.
7 أُبَارِكُ الرَّبَّ الَّذِي نَصَحَنِي، وَأَيْضًا بِاللَّيْلِ تُنْذِرُنِي كُلْيَتَايَ.
8 جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ.
9 لِذلِكَ فَرِحَ قَلْبِي، وَابْتَهَجَتْ رُوحِي. جَسَدِي أَيْضًا يَسْكُنُ مُطْمَئِنًّا.
10 لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا.
11 تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ.
كثيرا ما نتخذ إجراءات حماية ونبالغ فيها بخصوص أموالنا وأولادنا وننسى وعود الله بأن الله هو حافظ اللذين يتقونه .
حين نتكل على الرب في كل شيء ونطلب اسمه سيسير معنا في هذه الحياة بل هو نفسه يرتب حياتنا بحسب إرادته هو .
طوبى لمن يتكل على الرب في أصغر الأمور وأكبرها
طوبى لمن يكون رفقاءه من القديسين هم رجال الله وهم من تحققت بهم وعود الله .
ما أجمل التأمل في سير القديسين لنرى كيف تحققت وعود الله عمليا في حياتهم وكيف حفظ الرب نفوسهم .
حين نتذكر مصارعات القديس أنطونيوس الكبير مع عدو الخير كيف جربه إبليس بطرق كادت تفقده عقله لولا رحمة الرب عليه .
وهكذا حين نطالع حياة القديس جيراسيموس الأردني والقديس أفثيموس الكبير كيف عاشوا طالبين الله وساعين بمشوار التوبة الى خلاص نفوسهم .
من يعيش في واحة القديسين سيجد نفسه حتما في ظل حماية القدير فهو الذي حفظهم وسيحفظ أيضا من يقتدي بهم .
لا نعتقد أن الرب بعيد عنا لأننا لا نراه فكل مؤمن يرى الرب بعين الإيمان كما رآه مرنم المزامير حيث يقول :
8 جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ.
بمعنى أنه طلب الرب فرآه عن يمينه يقويه
لم يره بعينيه بل بعيني الإيمان والقوة التي يمنحها الرب لمن يطلب بإيمان
لنؤمن قطعيا أن الله قريب منا بل قريب جدا فقد نطلبه سيكون متداخلا معنا في حياتنا يحفظنا بسلامه الفائق الوصف .
9 لِذلِكَ فَرِحَ قَلْبِي، وَابْتَهَجَتْ رُوحِي. جَسَدِي أَيْضًا يَسْكُنُ مُطْمَئِنًّا.
وجود الرب في حياتنا يمنحنا ذلك الفرح والسلام والهدوء والطمأنينة .
يقول المزمور 23 : إني ولو سلكت في وادي ظل الموت لا أخشى الشر لأنك معي
حتى ساعة الانتقال تكون ساعة سلام واطمئنان أن أرواحنا هي بيد الرب يلتقطها بعناية ويلقيها في مكان الراحة .
وماذا بعد الموت ؟
يجيب المزمور 16 في الآية 10 : 10 لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا.
بعد الموت يعدنا الرب في كلمته ويقول كل تقي يتقي الرب ويسلك بحسب وصاياه لن ترى تلك النفس فسادا بل تستقر في الراحة والسكينة والهدوء .
ما أجمل هذه الوعود الرائعة والدافئة إنها وعود ترفعنا بالروح نحو الخالق وحتى الموت لا يفصلنا عن محبته .
يقول الكتاب : اطلبوا الرب ما دام يوجد .
لنطلب الرب في كل حين وفي كل وقت ليرافق مسيرة حياتنا وبعد انتقالنا لننعم بالراحة بقربه وفي منازله التي أعدها لنا .