إليِكِ أيّتها النْفْسُ
تبّـا وسحقاً لكِ أيّتُها النفسُ!
أنتِ تتمزقين من الغيظ،
يا محطمة القلب،
يا لكِ من متمردة!
يا لكِ من بلهاء مسكينة!
يا لكِ من مخلوقة يائسة بائسة!
أنتِ لم تشهدي تغييرا في حياتكِ،
وأبواق الحرب وطبوله لا تثير فيكِ شيئا.
هناك توتر دائم بين سمو الإنسان وفساده،
ومن الصعب أنْ يحدث توازن!
ما الذي دفعكِ إلى فعل ذلك؟
أنْ تتصلبي في مواقفكِ ؟
يا لفضاعة الأشياء التي قمتِ بها،
أنْ ينتهي بكِ المطاف إلى ذلك.
قد أتيتِ عملا طائشا في وضح النهار!
وكنتِ سيئة الحظِ،
إذ أنّ كل شيء قد انهار،
عاد القهقرى،
مات عن بكرة أبيه!
وكان الأمر سيئا جدا للغاية،
أنْ تتسلقي تلا وهو طريق شديد الانحدار، يقود إلى وادي،
إلى هاوية، عميقة الأغوار!
وقد وجدتْ هذه الرغبة، في قلبكِ،
أنْ تمتلئي بفهم قديم جديد،
أنْ تبذلي أقصى جهد لكِ
وتبحثي عن المزيد من الرغبات،
وتجعلي أموركِ أكثر راحة في حياة بلا هدف،
أنْ تكوني أسيرة الجسد!
وأعمال الجسد،
وشهوات الجسد، وكل ما يتعلق بالجسد!
هل اتضح لك الأمر وضوحا تاما ؟
شعرتِ بالشهوة تأخذكِ مرة أخرى ؟
شربتِ كاس مرارة الحياة؟
أخشى أنْ يكون كل شيء قد فسد!
وانتهى,
ما خطبكِ؟
ما دأبكِ؟
ألا يصعقكِ الأمر؟
أظنّ قد قضي الأمر!
دعي عنكِ هذا القناع المزيف،
كلا، بل هي الحقيقة،
فهذا ليس وقت الهذرِ.
ومتى انقلب الشكّ يقينا مزقّ الحياة كلها.
أنتِ لم تحسني صنعا البتة!
ولم تَزَني الأمور،
بل أفسدتِ كل شيء،
أنظري إلى أيّ حد كان شرّكِ؟
إلى أيّ حد سادت الكبرياء على حياتكِ؟
إلى أيّ حد شططتِ؟
ليتكِ عرفتِ مقدار غبائكِ!
مقدار العبث الذي انتشر هنا وهناك.
سُلبتْ منكِ النصرةُ،
سقطتِ على وجهكِ مرة أخرى،
ومرات كثيرة جدا،
وسوف يتوالى السقوط الكبير تباعا،
من دون توقف،
ولن تعرفي البتة الوقوف على قدميكِ.
كشفتْ أوراقكِ كم أنتِ شرّيرة،
شريرة وشقيّة وتعيسة، وغبية!
لا يكاد يُفهم من أمركِ شيئا!
وقد تركتِ نهبا للأفكار، والرغبات،
وكانت حياتكِ صراعا هائلا لا هوادة فيه.
أنتِ ساذجة جدا،
وإلى أبعد الحدود.
وتصرفكِ بات موقف استهجان،
من دون أنْ تري حلا في الأفق!
وأيّ حجة تسوقيها لا يمكن أنْ تقف على قدميها.
أنت لا رفادة لك.
أنظري إلى مظاهر البؤس على محياكِ،
وإلى مظاهر التعب واضحة عليكِ،
وإلى التأوه في أعماق قلبكِ،
قلبكِ الذي يخفق خفقانا شديد.
أجل قد علا الاضطراب وجهكِ،
وتسلل اليأس إلى نفسكِ.
كان همّكِ التسكع وراء المتع والملذات،
وتحرقا وشوقا إلى ارواء ظمأكِ.
أنْ تري الجمال في كل شيء،
حتى في الخطيئة عينها!
هكذا جرى الأمر وانتهى إلى غايته.
أنتِ تجردتِ من قدرة الفهم،
وتزاحمت عليكِ الأفكار،
تراجعتِ خطوات إلى الوراء،
أنتِ ضللتِ وابتعدتِ عن المبدأ،
وانشغلتِ بأشياء لم تكن جزء من حياتكِ.