أوصنّا HOSANNA

موضوع: أوصنّا HOSANNA الأربعاء أكتوبر 01, 2014 1:46 am

أوصنّا
HOSANNA

رحماكَ يا ربي،
آه يا رب خلص،
آه يا رب انقذ.
فقد انقرض المسكين،
وسحق البريء،
وليس ما يملكه غير صرخة.
صرخة مدوية، إنْ هي،
صرخة بني البشر بأكملهم.
صرخة الجماهير، والشعوب،
عبر كل الأجيال والسنوات،
صرخة من يعيش في عزلة روحية مطبقة،
صرخة من كان في أدنى سلم الرذيلة،
صرخة من يضطهد بالوحشية.
صرخة من يرزح تحت العبودية،
صرخة من كبلت يديه وقدميه،
صرخة من وضع على عنقه نير،
صرخة من المتعبين، المنسحقين،
صرخة من يعاني من تضعضع وتقهقر،
صرخة من يتوق الهرب من نفسه،
صرخة من شعر أنّ عالمه ينهار من حوله.
صرخة من ارتسمت على محياة إمارات الحزن،
صرخة من يحيا في الاحباط.
صرخة كل من جلس في الظلمات مثل الموتى،
صرخة من سمّر إلى الأرض عينه خجلا،
صرخة من دفن رأسه في رمال الأشياء،
صرخة من وقف حائرا لا يدري أيّ جانب يأخذ،
صرخة من سقط من عليائه محطما،
من لم يحرك ساكنا،
من ضم رأسه بيديه اكتآب، وتنهد حسرة،
من سحق العدو حياته،
وصار غنيمة باردة في يديه،
فهو يملك السوط والعصا،
ومسرته هي في الحرب والنهب،
حقا ندرك إلى أينَ يمتد سلطانه.
إليك يا رب نتجه بأبصارنا،
بقلوبنا،
بأحاسيسنا،
بكل ما بقي لنا من الحياة!
نتأوه تأوها، يشف عن شقاء قاتل،
وعن مرارة وحزن.
أنتَ المنجي،
وأنتَ المخلص،
أنتَ يا من تخلص،
تخلص إلى التمام،
أنتَ قادر أنْ تنقذ، تحرر،
لا سواكَ.
نحن لا نقوى على شيء البتة!
إننا نجتاز وقتا عصيبا،
اكتست وجوهنا بكل مظاهر الحزن،
وقلوبنا تخفق وتزداد اضطرابا،
وقد اندفع الدم في عروقنا بقوة وعنف.
لسنا قادرين على الوقوف على أقدامنا،
قيدنا بالخوف والاكتآب، والإحباط.
وقعنا بين أنياب الأسد،
بين المطرقة والسندان.
تعرضنا إلى أقسى ويلات الاضطهاد.
أخذت الأحداث تتعقد، وتتخبط، وتنهار.
ننحني كما تنحني أشجار الغابة أمام ضراوة العاصفة!
حياتنا مليئة بالمرارة،
أمستْ رمادية باهتة قاتمة،
نعيش على الهامش!
وتقهقرنا ليس محل شك.
إنْ كانت الحياة بلا قيمة ولا معنى فلماذا نحياها؟
لماذ نحمل أوزارها؟
أصبح من الصعوبة أنْ نعرف من نحن،
أنْ نزيح العدو قيد أنملة،
أو ندفع به خارجا،
أو ننتظر فرصة للانقضاض عليه.
انقذنا الآن،
فقد أمسكَ العدو بطرفي الخيط،
أصبح مثل جزار يمسك برقبة نعجة يهمّ لذبحها.
بنى العدو أسوارا،
وحصونا وقلاع،
أطلق صرخات ساخرة عالية.
فالمعركة مستمرة في كل لحظة من حياتنا،
انقذنا، يارب،
هيا انقذنا الآن!
فالحرب هي لك فقط!