(الصلب والفداء)
هل جاء من أجل أن يُصلب؟
من أساس العقيدة المسيحية الحالية أن المسيح جاء من أجل أن يصلب
وأن الرب إتخذ جسداً بشرياً مخصوص من أجل الصلب والفداء ،
وأنه قد ضحى بابنه مختاراً وراضٍ بذلك من أجل أن يكفر عن الخطيئة ،
ولا يختلف في هذا إثنان من النصارى في عصرنا الحالي ،
والسؤال هو :
إن كان الرب جاء خصيصاً من أجل أن يُصلب ،
فقد كان يصلي لنفسه بتضرعات ودموع حتى صار عرقه كقطرات دم نازلة
طالباً من نفسه أن ينجي نفسه من الصلب ،
دع عنك هذه القصة ، ولكني أقول لو أنه جاء لأجل الصلب ،
فلماذا أرسل رؤيا إلى زوجة بيلاطس الحاكم الذي أمر بصلب يسوع
يحاول تنجية نفسه من هذا الصلب كما في إنجيل متى 27 عدد 19:
(( واذ كان جالسا على كرسي الولاية
ارسلت اليه امرأته قائلة اياك وذلك البار.
لاني تألمت اليوم كثيرا في حلم من اجله.
لو أنه جاء من أجل الصلب وهو راضي به
فلماذا أرسل رؤيا كهذه لزوجة بيلاطس ؟
الاجابة:
الله أرسل هذا التحذير لأجل بيلاطس وليس لأجل المسيح،
فهذا التحذير ليس محاولة لإنقاذ المسيح،
لكنه دينونة لبيلاطس.
نحن نرى الناس في كل وقت تخطيء رغم تحذيرات السماء بكل طريقة،
سواء من خلال كلام الله، أو من خلال وعاظ ومنذرين،
ولكن على الرغم من هذا، يستمر الناس في ارتكاب الخطأ،
فهل نفهم بهذه الطريقة أن الله عاجز؟!
أو أن عمل الناس خارج سلطان الله؟!
بالتأكيد لا
الله لا يريد الهلاك للناس، فيرسل من يحذرهم،
ولكنه يعرف ما سيحدث بالتأكيد، فالأمور كلها تحت سلطانه.
الله يعرف أن المسيح سيموت ويقوم،
ولكنه يرسل إنذارا ليهوذا ولبيلاطس ولكل من شارك في هذه الجريمة،
ليس لمحاولة منعها، ولكن لتكون دينونة عليهم،
إذ أنه سبق فحذرهم، هذه الدينونة التي لا تجعلهم ينطقون عندما يأتي العقاب،
فلن يقولوا، لم يُحذّرُنا أحدٌ؟ بل الكل قد أخذ نصيبه من التحذير
من عاقبة قراراته هذه، وهو في النهاية قد اختار.