صراخ المؤمنين
فَقَالَ: «أَرِنِي مَجْدَكَ»
سفر الخروج 33 : 18
في عالم اليوم الذي تكثر فيه مصائب الزمن وفي عالم تتضارب فيه سياسة المصالح
وفي أيامنا يكثر الجشع ووصلنا لدرجة المتاجرة في المقدسات
نصرخ وبأعلى الصوت رافعين أيدينا إلى السماء قائلين :
أرنا مجدك
طلب بلهفة طلبه موسى النبي واشتهى شهوة أن يرى مجد الرب أي أن يرى وجهه .
فلم يحقق الرب طلبه ففي العهد القديم ما زال الإنسان مولودا في الفساد
فلن يستطيع معاينة مجد الله .
لكننا نحن اللذين نعيش في عالم اليوم نصرخ نفس تلك الصرخة
أرنا مجدك
صرخ الشهداء قديما يا رب ارنا مجدك
فتوجهم الرب بالأكاليل فتلألأوا في المجد متألهين .
سقط شهداء عكرمة في حمص وهم من الأطفال اللذين
قتلوا في مدرستهم بدم بارد وقلوب شياطين
من نفذ هذا الاعتداء فصرخ الأطفال :
أرنا مجدك
مجد الرب متاح اليوم لا بالرؤيا
بل العيش في هذا المجد لمن يتكل على الرب .
فالحزين المتكل على الرب سيرى المجد فيتعزى
والملئ بالآلام من بارك الرب ألمه سيرى مجد الرب
الرافعين أيديهم ليلا ونهارا بالصوم والصلاة والتضرع سيرون مجد الرب .
استفانوس الشهيد الأول وفي آخر لحظات حياته رأى السماوات مفتوحة
ورأى ابن البشر جالسا عن يمين الآب طلب مجد الرب فرآه .
نعيش في ظلمة بحر العالم الهائج ومن عمق ظلمة ما نعيش ما زلنا نصرخ :
أرنا مجدك
رفض الرب طلب موسى برؤية مجد الرب
لكنه سمح لموسى أن يرى مجده على جبل التجلي
وشهد بطرس بهذا في رسالته الجامعة حيث قال :
وَنَحْنُ سَمِعْنَا هذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ،
إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ. 2 بطرس 1: 18
لا تبحثوا عن مجد الرب في العالم
فلا اجتماع للنور مع الظلمة
ابحثوا عن مجد الرب في قلوبكم إن كانت مستنيرة بسكنى الروح القدس فيها .
لا مكان في العالم يستطيع النظر نحو مجد الرب
إنه في قلوبكم
أنتم تنظرون مجده كل حين في القداس الإلهي
ولا تنظرون فقط بل تتحدون به في الافخارستيا المقدسة
اهربوا من مجد العالم
إنه كاذب وقبض الريح
اهربوا من شهوات العالم
إنها تزيد ظلمتكم وعطشكم
شبعكم هو في الرب
وهو من يرويكم بماء الحياة
آمنوا وثقوا في الرب
سيملأ مجده نفوسكم وحياتكم
لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم
فالله الذي هو محبة سيشبعكم بحبه الأزلي
وحينها لن تقولوا أرنا مجدك
لأنكم ستنظرون مجده فيكم
آمين
الأيقونة المرفقة تمثل موسى والعليقة