هل أنت كالعُصفور؟
ذات يوم اشترى رجل غني عُصفورين جميلين كحيوانات أليفة لحديقته. كان العصفوران من أجمل الطيور التي شاهدها في حياته. أعطى ذلك الرجل الطائرين الثمينين للبستانيّ لتدريبهما. مرّت أيّام كثيرة، وفي يوم من الأيام، أخبر البستانيّ الرجل الثريَّ أن أحد العصفورين كان يطير بشكل فاتن ويحلّق عاليا في السماء، في حين أن العصفور الآخرَ لم يتحرّك من غصنه منذ وصوله للحديقة. دعا الرجل الغنيُّ معالجين وسحرة من شتى أرجاء البلاد لمعاينة العصفور، ولكن لا أحدَ استطاع أن يجعله يطير. فكّر الرجل الغني بينه وبين نفسه، ربما أحتاج إلى شخص أكثر درايةً بالريف كي يفهم طبيعة هذه المشكلة. لذلك استدعى بستانيّه قائلاً له: اذهب وأحضر لي قرويّا. في الصباح، شعر الرجل الغني بسعادة غامرة لرؤية العصفور محلّقا عاليا فوق الحديقة.
عندها سأل الرجل الغني القرويَّ: كيف جعلتَ العصفور يطير؟ أجاب القرويّ ورأسه مُنحن: كان ذلك سهلاً جدا، يا سيدي، إني بكل بساطة، قطعتُ الغصنَ الذي كان العصفورُ يجلس عليه.
العبرة: إننا جميعا مخلوقون للتحليق- لتحقيق إمكانات هائلة كامنة فينا كبشر. لكن، بدل القيام بذلك، نقعد على أغصاننا، ونتمسّك بالأمور المألوفة لدينا. الإمكانيات لا حصر لها، إلا أنها تبقى بالنسبة لمعظمنا غير مكتشفة. إنّنا ننسجم مع المألوف والمريح والدنيوي. إنّ حياتنا، في قسمها الأكبر، عادية بدلا من أن تكون مثيرة، نابضة ومُرضية. لذلك دعونا نقطع غصن الخوف الذي نتشبث به ونحرّر أنفسَنا لمجد التحليق عاليا!