بقايا نقش للسمكة الرمز الأول للمسيحية تعرّضت للتفجير بالديناميت في حوقا!
لم يعد قطع الحطب او الرعي الجائر المشكلة الوحيدة في قنوبين، فبالرغم من تراجع الاعتداءات في الوادي بنسبة كبيرة جداً، الا انه لاتزال تسجل بين الحين والاخر بعض التعديات التي برز جديد لها في بلدة حوقا.
ففي الطريق الى سيدة حوقا في وادي قنوبين، صخرة عليها بقايا نقش لسمكة، وقد يكون هذا الرمز النادر ربما الوحيد في لبنان. لكن الرمز تعرض للتفجير بالديناميت من احد الاشخاص، ظناً منه "انها علامة تؤشر لوجود كنز داخل الصخر"، فعمل على ايجاد فجوة وزرع الديناميت وفجره. ولكنه مثل كل الباحثين عن الكنوز لم يعثر على شيء، غير انه امعن في التخريب.
يقول احد اعضاء الجمعيّة اللبنانيّة للبحوث الجوفيّة فادي بارودي أنّه وبعد "الاستقصاء" كانت توجد سمكتان محفورتان في المكان المشار اليه.
ويضيف: "الجمعية اللبنانية للبحوث الجوفية، وأثناء اكتشافها التجويف الصخري الضخم المعروف بعاصي حوقا في وادي قاديشا السنة 1988، لاحظت علامة سمكة محفورة باسلوب بدائي على صخرة موجودة على الدرب المؤدّي الى سيّدة حوقا. واصطحبت الجمعيّة معها عالم جيولوجيا وعالم آثار، وأكّدا من دون شك، قِدَم هذه العلامة وأهميتها، كونها الرمز الأول للمسيحية قبل أن تتخّذ الصليب رمزاً لها. وقد تبيّن لنا أن النصف الثاني من السمكة من جهّة الفم قد دُمِّر بفعل تفجير ناتج عن مادة الديناميت".
لماذا علامة السمكة في المسيحيّة؟
يقول بارودي "وفق الدراسات والمراجع، ان الرمز الأوّل للمسيحيّة في القرن الثاني الميلادي كان السمكة؛ "سمكة" باليونانيّة تعني ICHTUS، ويشير كل حرف منها الى كلمة ترتبط بيسوع المسيح، والمعنى باليونانيّة Iesus Christos Theou Uios Soter أي "يسوع المسيح ابن الله المخلّص".
والصليب لم يُعتَمد نهائياً كرمز رسمي للكنيسة إلاّ بعدما اعترف الامبراطور قسطنطين رسميّاً بالديانة المسيحية بإصداره مرسوم ميلانو السنة 313، وتثبّتت أسسها السنة 324 عندما استطاع الأمبراطور قسطنطين التغلّب على خصومه ومنافسيه ونجح في إعادة توحيد الأمبراطورية الرومانية، فأصبحت الديانة المسيحية الديانة الرسمية للامبراطورية الرومانية.
حادثة التفجير هذه جعلت الجمعية، حينذاك، تتحفظ كثيراً عن نشر كل ما تكتشفه خوفاً من تدمير إرثنا الثقافي من أشخاص جهلة.