القديس يوحنا الناسك ورفاقه الآباء الأبرار الثمانية والتسعون الذين نسكوا في جزيرة كريت
7 تشرين الأول شرقي
كان يوحنا وخمسة وثلاثون من رفاقه من أصل مصري. قرأوا في الكتاب المقدس ما قاله الرب لإبراهيم (ابرام): "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك" (تك1:12). فاعتبروا الكلام موجهاً إليهم فقاموا وارتحلوا إلى جزيرة قبرص طلباً للحياة الملائكية. هناك وجدوا تسعة وثلاثين أباً انضموا إليهم في الجهاد ومحبة الله. وإن هي إلا مدة قصيرة حتى انظم إليهم أربعة وعشرون أخرون فصار عددهم تسعة وتسعين فحسبوا السيد مكمّلهم إلى المئة. هؤلاء جاهدوا جهاد الأبطال في الحياة الرهبانية. وإذ أرادوا الهروب من مجد الناس انتقلوا إلى جزيرة كريت حيث ذهبوا فريقين وأقاموا في مغارتين على ضفتي نهر في بقعة معزولة موحشة من الجزيرة. عاشوا في صحو النفس والصلاة لا يقتاتون إلا من الأعشاب البسيطة في الجزيرة. وإذ تحرك قلب يوحنا، مرة، طلب من إخوانه الإذن أن ينفرد عنهم بالجسد ويحيا في عزلة إلى أن يأخذه الرب إليه. ولكن قبل أن ينصرف عنهم، صلّى الإخوة جميعهم أن يغادروا الحياة الأرضية يوم يرقد يوحنا لكي يكون اجتماعهم بالموت. عاش يوحنا في خلوة مارس خلالها أقصى صنوف النسك حتى إنه لم يعد قادراً، بعد فترة وجيزة، على الخروج من المغارة طلباً لبعض الطعام إلا على يديه ورجليه معاً كالحيوانات. وحدث، ذات مرة، أن مرّ صياد في الجوار فرأى مخلوقاً غريباً على أربعة قوائم فرماه بسهم وقتله. في ذلك اليوم بالذات، السادس من تشرين الأول، تحقّق نذر الآباء الثمانية والتسعين رفقاء يوحنا، بعضهم متكئاً على عصاه وبعضهم وقوفاً في الصلاة وآخرون على ركبهم... وهكذا جمعهم الرب الإله بالموت إليه وأدخلهم إلى فرحه.