هل المحبة لها علاقة بمعرفة الله ؟ ...
ومَن لا يحبُّ لم يعرِف الله لأن الله محبةٌ ... 1يو8:4
الله له كل المجد والإكرام هو كلّي المعرفة والمحبة
فهو المصدر الحقيقي والرئيسي والوحيد لكلِ حبٍ
لأنهُ هو المحبة والمحبة هي الله ..
فكيف نتدفّأ ونشعر بالحرارة , لو نحنُ ما اتصّلنا بها , أي ما عرّضنا
أجسادنا لحرارة الشمس (مثلاُ) التي هي المصدر الرئيسي للحرارة
لكوكبِنا , وكيف تُطهّر وتنظّف أجسادنا لو نحنُ ما اغتسلنا بالماءِ ؟
فهكذا .. كيف نحنُ نحب ونعيش المحبة بجميع أشكالها وألوانها بدون أن
نستقيها مِن نبعِها الحي الوحيد , ومِن غيرِ أن تكون
لنا علاقة حية وَصِلة مباشرة مع الله ؟
فالله هو ذات المحبة ومُعطيها وواهبها .
فبالمحبةِ أسّس الكون وخلقَ كل الكائنات الحية
والتي توّجها بأن خلقنا على صورتِه ومثالهِ .
ووهَبَنا المحبةَ لنحيا حياة تُليقُ بنا , بإنسانيتِنا لتستقيم
حياتنا ونهنأ ونشعر بوجودنا وحضورنا وأهميتنا وفاعليتنا .
فكيف السبيل إلى الله ؟
الجواب : مِن خلالِ معرفتنا له ,
وكيف يمكننا أن نعرفهُ المعرفة الحقيقية الواضحة ؟
مِن خلال الإخبار والكشف عنهُ الجواب :
وهل تم هذا الإخبار والكشف عنهُ, وكيف ؟
الجواب : نعم , وتم ذلك في ملء الزمان عندما أرسل
الله الآب ابنه (الكلمة) , الذي كان عند الله لأنه هو والآب واحد , الذي
به كل شيء كان , وبهِ خلقت الأكوان , الابن (الكلمة)
الذي صار جسداً وحلّ بيننا ورأينا مجدهُ .
اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ ... يوحنا 1 : 18
فمِن خلال الابن الوحيد عرِفنا الله وأعطانا الأخبار السارة
وعهد المحبة الجديد , وبيّن قِمة المحبة , عندما الآب أعطانا الابن
ليموت عنّا ونحن بعد خطاة , وكذلك لمّا قبِل الابن خاضعاً خضوع
المحبة ليتنازل ويتخلّى عن المجدِ الذي كان فيه راضياً بالصليب
لِيُحقِّق إرادة أباهُ مُنفِّذاً المخطّط الإلهي لخلاصِ البشرية
لتعود إلى المكانة التي أرادها لها الله منذُ البدء .
فعندما نحّب نعبّر عن وجهِ الله الحقيقي فينا
لنكون شبيهين لصورته ومثالهِ وقداستهِ .
فالرب يطلب منا أن نكون قديسين وكاملين كما هو الله قدوس وكامل
كونوا قديسين لأني أنا قدوس ... لا 44:11
كونوا أنتم كاملين كما أنّ أباكم الذّي في السماوات هو كامل ... متّى 5 : 48
وهذه القداسة والكمال لا يكونان إلاّ عن
طريق المحبة الكاملة الغير مشروطة .
فحياة المحبة التي يحياها المؤمنون الحقيقيون هي
الملكوت المؤسَس على الأرض والذي سيمتد ارتفاعاً
إلى السمّو حيثُ ملكوت الله وحياة المحبة الأبدية
مع خالص محبتي