بنت العذراء خادم الرب
عدد المساهمات : 3714 تاريخ التسجيل : 11/01/2014 الموقع : فلسطين
| موضوع: الأنبا أنطونيوس المصري أبو الرهبان الخميس يناير 23, 2014 10:56 am | |
| الأنبا أنطونيوس المصري أبو الرهبان نال هذا القديس هذااللقب بجدارة,لا لأنه كان أول من اعتزل العالم طلبا للتعبد فقدسبقه كثيرون,أخذ هو نفسه عنهم وتعلم منهم,وكان يختلف إليهمليقتبس منهم فضائلهم وينتفع من خبراتهم.لكنه هو نفسه صارأبا لمئات حذوا حذوه واقتدوا بسيرته واتخذوه لهم معلما وقائدا,وكان ذلك في حياته وأيضا بعد وفاته.وفي حياته تبعوهبالمئات والألوف التفوا حوله واتخذوه لهم مرشدا وأبا ومعلماوإماما للطريق,وكان هو يفتقدهم ويتحدث إليهم مشجعا وهاديا,وكانيجيبهم علي أسئلتهم ويحل مشكلاتهم,ويرسم لهم طريق الحياة الناجحة.لذلكسميبأبي الرهبان.لم يكن فقيرا قصد إليالرهبانية هربا من مسئوليات الحياة,بل كان غنيا ورث عنأبويه أكثر من ثلاثمائة فدان من أجود الأراضي في بلدته قمنالعروس بمركز الواسطي بمحافظة بني سويف ولكنه كان متديناتدينا عميقا ,تلقنه عن والديه وكان يواظب علي حضور القداسواجتماعات الكنيسة ,فلما توفي والداه وكان قد بلغ نحو العشرينمن عمره,وتركا له العقار والأموال,ولم يكن له غير أخته التيتصغره سنا,أخذ يفكر فيما صنعه الرسل الذين تركوا كل شيءوتبعوا المخلص.وحدث أن دخلالكنيسة وسمع في إنجيل القداس رب المجد يقولإن كنت تريد أنتكون كاملا فاذهب وبع كل شيء لك وأعطه للمساكين فيكون لككنز في السماء ,وتعال اتبعني.فحسب هذا القول الإلهي رسالة شخصيةله.ولما خرج من الكنيسة اعتزم أن يبيع أملاكه ويوزعها عليالفقراء.وفعلا فعل.ولم يبقإلا قليلا من المال احتجزه لشقيقته.ودخل الكنيسة في يوم آخروسمع إنجيل القداس يقولفلا تهتموا للغد,لأن الغد يهتم بما لنفسهمتي6:34فمضي ووزع ما تبقي من المال وأودع شقيقته في بيتللعذاري اللائي نذرن أنفسهن للعفة الكاملة,واعتزل هو نفسه فيمكان هاديء خارج بلدته.وكان كلما سمع عن ناسك صالح كانيمضي إليه لينتفع بخبرته وتجاربه ويتعلم عنه أكبر فضيلة فيه.ويقول القديسأثناسيوس الرسولي الذي كتب لنا سيرته وكان يصب له الماء علييديه كابن له:إن القديس أنطونيوس كان يأخذ عن أحد النساكصبره واحتماله وطول أناته,ويأخذ عن غيره محبته وعن ثالث وداعتهوسماحته ويأخذ عن ناسك رابع حكمته وعن الخامس احتقاره للمدحوالمجد الباطل وهكذا,وكأنه يجمع باقة من زهور مختارة ليزينبها نفسه بالفضائل.عاش القديس الصغير سعيدا بهذهالحياة الحرة الطليقة من قيود المادة,ومغتبطا بعشرة العبادوالنساك الذين باعوا أباطيل الدنيا واشتروا بها اللؤلؤة الكثيرةالثمنوصاروا في قمة الحرية وعلي قول القديس أوغسطينوسجلست عليقمة العالم عندما وجدت نفسي حرا من كل رغبة ماديةولكن القديسالشاب لم تخل حياته من حروب الأفكار,فكان الشيطان تارةيوبخه علي بيعه مقتنياته,وتارة يرغبه في العودة إلي حياةالعالم .وتارة يصور لهمناظر مغرية ليفسد عفته ,وأخري يصور له في عزلته مناظرمخيفة من حيوانات ضارية.ولكنه قد انتصر عليها جميعا بالصلاة والصومورسم علامة الصليب.وكلما حل به الخوف كان يردد قول النبيفي المزمورالرب نوري وخلاصي فممن أخاف,الرب عاضد حياتي فممنأفزع.عندما يقترب منيالأشرار ليأكلوا لحمي,مضايقي وأعدائي عثروا وسقطوا.وإن يحاربنيجيش فلن يخاف قلبي..مز26:3,1وكان الرب يبدد مخاوفه ويزيل أوجاعه.ومرةصرخ إلي الرب وقال:أين كنت ياربي وسيدي,ولماذا لم تبددمخاوفي في مبدأ الأمر.فسمع صوتا من السماء يقول:لقد كنتقريبا منك,ولم أشأ أن أظهر لك ذاتي,لأني أردت أن أشاهدقتالك للأفكار ولعدو الخير.ولقد انتصرت ,فسأكون معك دائماوأعضدك.ولما تحقق القديس لذات الحياةالنسكية وجمال الوحدة والسكون,رغب في المزيد منها,فترك مكانةإلي أعماق البرية الداخلية ,وهناك وجد برجا مهجورا من أيام الفراعنة,كانت تسكنه الوحوش والحشرات,فلم يجفل القديس منها ,وإنما دخلالبرج بكل رباطه جأش,والغريب أن واحدا منها لم يؤذهبشر,وإنما أخذت تتفرق في أرجاء البرية الواسعة وأخلت لهالمكان فسكن فيه سنوات.وعلم بفضائله الكثيرونفقصدوا إليه لينتفعوا بتعاليمه ويتباركوا به,ولكنه كان يرفضالخروج إليهم مصرا علي الاعتكاف والوحدة,وكانوا هم لايفارقونالمكان ولو لكي يسمعوا نغم صلاته وترنيمه من بعيد.وكان هوفي أحيان قليلة يجد نفسه مضطرا تحت إلحاحهم إلي الخروجإليهم وقد منحه الله مواهب كثيرة لشفاء المرضي وإخراجالشياطين.فزاد إقبال الناسعليه واشتدت أشواق البعض إلي أن يصيروا له تلاميذ.ولما بلغالخامسة والخمسين وكانت قد مضت له في مكانه الأخير عشرونسنة,خرج ملبيا رغبة الكثيرين في حياة الرهبانية والنسكوأقاموا صوامعهم من حوله ووضع لهم نظاما روحيا,يتدرج بهم فيحياة الفضيلة وكان يفتقدهم بين وقت وآخر,ثم يعتزل عنهم,وبعدوقت يعود إليهم.وعلمهم أيضا أنيشتغلوا بأيديهم ويزرعوا الأرض ويفلحوها فتحولت الصحراء بعدقليل إلي أرض خضراء مزهرة بالثمار.وذاع صيت فضيلته في الشرقوالغرب,وقصد إليه كثيرون وتتلمذوا علي يديه وجاء إليه فلاسفةمن الشرق والغرب يناقشونه ويباحثونه,وكان يدهشهم بمنطقهالبسيط,فيشعرون بسمو شخصيته وقوة حجته.وقد راسله قسطنطين أحدملوك الروم فتباطأ عن الرد,فذهل تلاميذه من الرهبان فقال لهمبكل هدوء واتزان:أتطربون لأن ملكا من الأرض يكتب لنا وهوإنسان مثلنا ولا تعجبون بالحري لأن الله كتب لنا شريعتهوفوق ذلك خاطبنا في ابنه يسوع المسيح وهو كلمة الله المتجسد؟ولما ألحوا عليه بالرد كتبللملك يعظه بكلمات قوية من غير مداهنة ,ولا تملق حتي هابهالملك وأرسل يطلب صلواته وبركاته.ولما ثار الاضطهاد في زمانهوسمع ببلوي المسيحيين نزل ومعه عدد من شيوخ الرهبان إليمدينة الإسكندرية,يشدد إيمان الشعب بالمسيح وقصد إلي السجونيثير المسيحيين أن يتمسكوا بدينهم,وكان يجتمع بالمحكوم عليهمبالأشغال الشاقة يرغبهم في الاحتمال والصبر من أجل الحياةالأبدية,بل وكان يمضي إلي المحاكم ويدافع عن المسيحيينالمتهمين ظلما.وكان في هذا كلهيعرض نفسه للأخطار.وكان هو شخصيا لايبالي بحياته,بل كانفعلا راغبا في أن يموت شهيدا من أجل المسيح.ومن ذلك شاءالله إن ينجو من الموت لأن حياته كانت ألزم لأولادهوتلاميذه,وعاد إلي ديره بسلام يواصل رياضاته الروحية.ونزل مرة أخرى إلي العالمعندما علم بخبر بدعة الأريوسيين,الذين زعموا أن المسيحمخلوق,وكان القديس أثناسيوس بابا الإسكندرية قد نفي منكرسيه,بسبب استمساكه بالإيمان الأرثوذكسي في لاهوت السيدالمسيح.فرأي الأنبا أنطونيوس أن الضرورة تلزمه بأن يثبت إيمانالمسيحيين,في غياب راعيهم الأكبر,فأخذ معه عددا من شيوخالرهبان وذهب إلي الإسكندرية,وصار ينتقل بينالناس واعظا ومعلما, ومدافعا عن الإيمان,ومبطلا حجج الأريوسيين وتعاليمهمالفاسدة المنحرفة.فانتفع المسيحيون بوعظه وازداد المخلصون استمساكابإيمان آبائهم.وعاد بعد ذلك القديس أنطونيوس ورهبانه إليديرهم مرة أخرىإن من العسير أن نسجل كلفضائل هذا القديس الذي شهدت عنه السماء مرة,أن الأرض وما عليهالاتستحق وطأة من قدمه,والذي حاربته الشياطين بألوان مختلفة منالحروب ولكنه انتصر عليها.هذا الرجل الذي جذب الملايين إلي الهداية,بصلواتهوتعاليمه وسيرته العطرة وقدوته الصالحة,وقد علم بالمثال أكثرمن الكلامعن زوال الحياة الدنيا,واحتقار أباطيل العالم,وأهميةالسعي لخلاص النفس من خطاياها,ولذات الحياة العقلية الروحانية,ولفت العيون إلي قيمة الحياة الأبدية.ولقد انتفع بسيرته الشرقوالغرب,وأسسوا الأديرة اقتداء بما فعل,وقال مؤلفو الغرب عنسيرتههذه السيرة قد خلقت أثرا قويا في كل أنحاء العالم,وهيالتي أوقدت شعلة الرغبة النسكية في روما وفي كل الغربوقالتعنه دائرة المعارف البريطانيةأنه أبو الرهبنة المسيحية.ومع شظف الحياة التي عاشها,ومع أنه لم يأكل اللحوم قط,فقد كان يأكل مرة في اليوموأحيانا مرة في كل يومين,أو ثلاثة أو أربعة,ومع أن طعامهكان بسيطا,لكنه لم يمرض في حياته قط,وعاش إلي أن بلغ105 سنوات وقد علم بأمر موته فودع أبناءه الرهبان وضم رجليهوأسلم الروح وعلائم الرضي والسرور تعلو وجهه الملائكي فيالثاني والعشرين من طوبة سنة 356م أما مولده فكان في سنة251م. | |
|
رغدة نائب المدير العام
عدد المساهمات : 18519 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 العمر : 51 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: الأنبا أنطونيوس المصري أبو الرهبان الخميس يناير 23, 2014 12:27 pm | |
| | |
|
ليزا المديرة العام
عدد المساهمات : 12357 تاريخ التسجيل : 11/01/2014
| موضوع: رد: الأنبا أنطونيوس المصري أبو الرهبان الخميس يناير 23, 2014 12:39 pm | |
| | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: الأنبا أنطونيوس المصري أبو الرهبان السبت فبراير 01, 2014 7:22 am | |
| |
|
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 17886 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: الأنبا أنطونيوس المصري أبو الرهبان الإثنين مارس 17, 2014 7:13 pm | |
| | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: الأنبا أنطونيوس المصري أبو الرهبان الجمعة مارس 21, 2014 8:41 am | |
| |
|
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
| موضوع: رد: الأنبا أنطونيوس المصري أبو الرهبان الجمعة أغسطس 29, 2014 4:32 am | |
| | |
|